وطنا اليوم:انتقد وزير الاعلام الاسبق سميح المعايطة، انطلاق اول رحلة من مطار رامون الاسرائيلي الى قبرص والتي كانت تحمل على متنها فلسطينيين من أبناء الضفة الغربية، منوها الى انه ستتوالى الرحلات الى دول اخرى على حساب مطار الملكة علياء والمرور بالاردن.
وقال المعايطة عبر حسابه في تويتر الثلاثاء: “امس وصلت اول رحلة من مطار رامون الاسرائيلي الى قبرص تحمل فلسطينيين من أبناء الضفة الغربية، وستتوالى الرحلات الى دول اخرى على حساب مطار الملكة علياء والمرور بالاردن”.
وأضاف : “خطوة إسرائيلية لخدمة مصالحها بالتوافق مع سلطة رام الله التي قدمت خدمة لاسرائيل على حساب الاردن الذي تريده في الازمات..”
الى ذلك قال الكاتب ماهر أبو طير : شركات الطيران الأردنية، حذرت مرارا من تحول الفلسطينيين للسفر الى مطار رامون، لأن هذا سوف يتسبب بخسائر فادحة لها، كون اغلب الفلسطينيين يسافرون برا الى الأردن، ومن الأردن ينتقلون بشركات طيران أردنية من مطار الملكة علياء الى تركيا، وبقية الدول التي يسافرون اليها، وهذا يعني ان فتح رامون، وبدء تنظيم رحلات من خلاله سوف يرتد بشكل سلبي على الأردن.
اسرائيل استغلت شهور الصيف بحرارتها المرتفعة، وضيقت على الفلسطينيين في الذهاب والاياب عبر الجسور مع الأردن، وفي الوقت نفسه بدأت لعبتها بفتح مطار رامون، الذي لا يشغل رحلات منتظمة لكنه سيتحول تدريجيا الى مطار برحلات منتظمة الى دول كثيرة يسافر اليها الفلسطينيون، والمفارقة هنا ان المطار بعيد عن الضفة الغربية، لكنه بات يقدم باعتباره اسهل على الفلسطينيين من السفر برا وعبور الجسور بكل الازدحامات التي يواجهها الناس، صيفا.
موقف سلطة رام الله، كان متواطئا مع الاحتلال، مهما قالوا العكس، اذ ان لغة المسؤولين في رام الله كانت ناعمة، تارة، ومائعة تارة في مرات ثانية، حيث لم يمنعوا الفلسطينيين بشكل محدد وواضح من اللجوء لمطار رامون، وبثوا نصائح وتمنيات، بدلا من التنبه لكلفة هذا السلوك على العلاقة مع الاردن، بل ان مسؤولا في وزارة النقل الفلسطينية، خرج ليقول علنا أن الوزارة واضحة في موقفها تجاه السفر عبر مطار رامون واعلنت نصائحها للمواطنين بعدم استخدامه كونه مصلحة اقتصادية إسرائيلية فقط، بالإضافة إلى مس السيادة الفلسطينية.
هكذا اذاً هي القصة، مجرد نصائح، وليس قراراً بالسماح او المنع، والنصائح هنا يمكن نقعها وشرب مائها، لأن اسرائيل لن تهلع، مثلما ان هذه ميوعة سياسية، من حيث مفردات الخطاب الموجه للفلسطينيين الذي يفترض ان يقوم على المنع وتوجيه الناس نحو الأردن، بدلا من رامون.
الكارثة الادهى والامر ان هذا المسؤول يتهم الأردن ضمنيا بسبب تأخير الناس على الجسور، ويقول في تصريحه ” هناك حوار مع الأردن لتخفيف الإجراءات على المواطنين الفلسطينيين للسفر بما يضمن تقليل التكاليف والوقت خلال السفر، خاصة بعد الاتفاق على فتح المعبر 24 ساعة مع بداية شهر تشرين الثاني، بحيث يكون السفر أيسر على المواطنين”.
الكاتب فارس الحباشنة قال : الاردن اكبر الخاسرين والمتضررين من تشغيل مطار رامون، ويلحق قرار التشغيل خسائر اقتصادية فادحة بالاردن.. وكما ان تشغيل المطار سيضرب حركة السياحة والنقل الجوي والبري الاردني.
وما لم يحسب حسابه اردنيا، ان قرار تشغيل مطار رامون سيضرب مصالح استراتيجية اردنية كبرى. ويبدو ان اندفاع اسرائيل نحو تشغيل المطار والاعلان عن اولى الرحلات التي ضمت مسافرين فلسطينيين رسالة واضحة ان الترتيبات والتنسيق الاردني / الاسرائيلي وصل الى طريق مسدود، وقد ينسحب ذلك الى ملفات وقضايا اخرى شائكة في العلاقة الاردنية / الاسرائيلية.
السلطة الوطنية في رام الله تتفرج، وتعليقها على تشغيل مطار رامون كان مترددا ومتوجسا.
مكاتب السياحة والسفر الفلسطينية روجت لمطار رامون واستخدامه بمعدل فاق سردية ترويج ودعاية حكومة الاحتلال وادارة المطار ووزارة النقل الاسرائيلية. التوسع في تشغيل مطار رامون، يعني ان فلسطينيي الضفة الغربية سيسافرون الى تركيا وارجاء العالم عبر المطار الجديد، وليسوا بحاجة اطلاقا الى رحلة الاردن وجسر الملك حسين والسفر من خلال مطارات الاردن.
السلطة الوطنية صدر عنها تصريحات معدودة، اولها ندد واستنكر ومن ثم لغة الاستنكار بدأت بالهبوط التدريجي، وتغير مواقف سلطة رام الله لاسباب غامضة، رغم ما يحيط علاقة رام الله وتل ابيب من ظروف معقدة وحالة مطلقة من اللا تفاهم بين الطرفين.
المسافرون الفلسطينيون الاربعون في رحلات مطار رامون مروا امام اعين سلطة رام الله، ولم يصدر عنها اي تحذير وانذار لمواطنيها في حال استعملوا مطار رامون، وما قد يقبل التفسير ان السلطة راضية عن تشغيل المطار وتدعم هذه الخطوة الاسرائيلية، ورغم عواقبها على الاردن.
الصمت الحكومي الاردني لا يقبل اي تفسير.. وفيما لا يحتمل ايضا ان المطار قد يكون بوابة او نقطة بداية ضاغطة لتصفية اسرائيلية لمصالح استراتيجية اردنية، وما يزيد من القلق والخوف هو موقف السلطة الوطنية وصمتها، وما يعني ان عدم الاعتراض جزء من المباركة والقبول، والمخفي اسرائيليا اكبر واخطر من تشغيل مطار.
كتاب أردنيون ينتقدون السلطة في رام الله
