الصدمة في أن ترى أساتذة تعاني فقر التعلم

17 أغسطس 2022
الصدمة في أن ترى أساتذة تعاني فقر التعلم

بقلم: الدكتور محمود المساد

مدير المركز الوطني لتطوير المناهج السابق

    ابتلى الله الأردنّ بحفنة من القيادات لتطوير نظامها التربوي والتعليمي بصورة مستمرة، فأغمضت عينيها عن تحقيق متطلبات النظام في تعليم الطلبة وإكسابهم كل ما يمكنهم من العيش الناجح في مجتمع متغير متجدد باستمرار، بل، وباتوا مطايا لتنفيذ رؤى الآخر وأفكاره الذي همّه الأساس يتركز على تشتيت الغايات وتبديل الأولويات، وإغراق المجتمع – وعلى وجه التحديد – مجتمع التعليم بقضايا جدلية عقيمة يصعب الفكاك منها. 

    ويأتي هذا الطارىء في وقت خرج منه النظام التربوي التعليمي للتوّ مثقلًا بأرتال كبيرة من الهموم التعليمية، بعد معاناة متعددة الوجوه من جائحة صحيّة فيروسيّة متقلبة الرؤوس أصابت الطلبة بفاقد تعليمي وحضاري منهك……حيث  يتدخل العباقرة بإضافة محتويات من الفلسفة، والسياسة، ومزيل بقايا القيم، بهدف زجِّ الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية، والتعليمية، والثقافية في أتون جدل يحرق الأخضر واليابس.

    وتقف مندهشا وأنت ترى وتسمع أساتذة، وحملة شهادات عُليا يرددون مفاهيمَ وعباراتٍ لا يدركون مضامينها، ولا يحسبون مترتباتها، ولا يقنعون أحدا حال تفسيرهم لها، وعندها تعود بك الذاكرة لتحديد المؤسسات الدولية لتعريف فقر التعلم الذي لخّصته بعدم قدرة الفرد على وعي معنى ومضمون ما يقرأ .

    وعندها فقط، تدرك حجم الابتلاء الذي أصابنا؛ فلا قيادات مهتمة تعمل للصالح العام، ولا أساتذة تفهم ما تقرأ وتعترف بمحدودية قدراتها….الأمر الذي يجبرك بعدها أن ترى الحقيقة التي وصلنا إليها، والمستقبل الذي ينتظرنا .

أعانك الله يا بلد النشامى، 

ولك الله من قبل ومن بعد.