تدريس مادة الفلسفة تفتح شبابيك العقل

11 أغسطس 2022
تدريس مادة الفلسفة تفتح شبابيك العقل

المهندس مروان العتوم

تدريس مادة الفلسفة تفتح شبابيك العقل والجدل البشري على أسئلة الوجود ومسائل الإنسان الخالدة… ويشكل ذلك ارومة ومنطلق للعلوم الإنسانية كما كان في عصور التنوير في العصر الذهبي العباسي والاندلسي في العصور الوسطى وانتقل فيما بعد لأوروبا في عصر التنوير الأوروبي بعد أن قامت الحضارة العربية الإسلامية بنقل وترجمة التراث اليوناني بأمانة وتقديمه لهم .
على الجانب الآخر من العلوم الفلسفية كمنطلق للعلوم الإنسانية يشكل علم الفيزياء الأساس والركيزة للعلوم البحته .

وعليه فالاجدى بداية تدريس موضوع تاريخ الفلسفة ومدارسها المختلفة بشكل مجرد بدون المس بمنطلقات الأديان والثوابت الراسخة من التراث.
وهذا هو المفترض في واضعي المناهج الوطنية على العموم مع الاتصاف بالاستقلالية والتجرد من المواقف المسبقة وان لا يتعدى ذلك إلى آفاق علم المنطق الفلسفي الجدلي ليوضع أمام أطفال غير ناضجين المدارك المعرفية والسلوكية لم يختطوا بعد طرق حياتية مستقلة .
الفلسفة بمدرستيها الأساسيتين (المدرسة المثالية… والتي تشير بأن الوعي سبق الوجود… والمدرسة الوجودية المادية ذات النهج بأن المادة وتطورها التاريخي سبق الوعي.
ورغم ذلك فالأمر ليس بهذه السهولة كما يعتقد ويقدم… إذا ما قدم ذلك للمجتمع بشكل مثير لنقاشات عقيمة غير منتجة .
وعليه اختار الفلاسفة اليونان وتناولوا الفلسفة بين النخب في مجتمع يمتاز بالطبقية … بحيث كانت الاسئلة الفلسفية كانت أشبه بحالة من التجلي وحكرا على طبقة النبلاء الجالسين على رؤوس الجبال من الممتلكين لفائض من الوقت… والعامة منهم كأن شأنهم فقط العمل والكدح والإنتاج… فابعدوا وعزلوا بالتالي العوام عن الجدل وتبعاته.