ذوبان نهر جليدي في جبال الألب يغير الحدود بين سويسرا وإيطاليا

27 يوليو 2022
ذوبان نهر جليدي في جبال الألب يغير الحدود بين سويسرا وإيطاليا

وطنا اليوم:أدى ذوبان نهر جليدي في جبال الألب إلى تغيير الحدود بين سويسرا وإيطاليا؛ مما جعل موقع نُزل جبلي إيطالي محل نزاع.
حيث يمتد الخط الحدودي على طول حوض تصريف مياه؛ وهي النقطة التي تتدفق فيها المياه الذائبة على جانبي الجبل باتجاه بلد أو آخر، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 26 يوليو/تموز 2022.

” هل نحن في سويسرا”؟!
لكن انحسار النهر الجليدي ثيودل يعني أنَّ حوض صرف المياه قد تسلل في اتجاه Rifugio Guide del Cervino، وهو ملاذ سياحي للزوار يقع بالقرب من قمة تيستا غريغيا، التي يبلغ ارتفاعها 3480 متراً، وبدأت المياه تنجرف تدريجياً تحت المبنى.
في زيارة حديثة لمطعم النُّزل السياحي، سأل أحد الزوار، ويدعى فريدريك، ويبلغ من العمر 59 عاماً: “إذاً – هل نحن في سويسرا؟”.
التقرير قال إنه سؤال يستحق طرحه؛ وكانت إجابته موضوع مفاوضات دبلوماسية بدأت في 2018 واختُتِمَت بحل وسط العام الماضي، لكن التفاصيل تظل سرية.
فعندما بُني هذا الملاذ السياحي على نتوء صخري عام 1984، كان يضم 40 سريراً وطاولات خشبية طويلة بالكامل في الأراضي الإيطالية. لكن الآن يقع ثلثا النُزل، بما في ذلك معظم الأسرّة والمطعم، في جنوب سويسرا عملياً.

منطقة تعتمد على السياحة
كما برزت هذه المشكلة، لأنَّ المنطقة، التي تعتمد على السياحة، تقع في الجزء العلوي من أحد أكبر منتجعات التزلج على الجليد في العالم، التي تشهد تطويراً ضخماً جديداً، بما في ذلك بناء محطة تلفريك على بعد أمتار قليلة.
فيما توصل أطراف النزاع إلى اتفاق في فلورنسا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لكن لن يُكشَف عن النتيجة إلا بعد اعتماد الاتفاق من الحكومة السويسرية، وهو ما لن يحدث قبل عام 2023.

الاتفاق على التفاوض
من جانبه، قال آلان ويتشت، كبير مسؤولي الحدود في الوكالة الوطنية لرسم الخرائط في سويسرا Swisstopo: “اتفقنا على تقسيم الفارق”. وحضر ويتشت المفاوضات، حيث قدم الطرفان تنازلات لإيجاد حل. وقال: “حتى لو لم يخرج أي من الطرفين من هذا الوضع فائزاً، على الأقل لم يخسر أحد”.
كذلك ومن حيث تخلل الحدود الإيطالية السويسرية الأنهار الجليدية في جبال الألب، تتبع الحدود خط مستجمعات المياه. لكن نهر ثيودل الجليدي فقد ما يقرب من ربع كتلته بين عامي 1973 و2010. وقد أدى ذلك إلى كشف الصخور الموجودة تحت الجليد؛ مما تسبب في تغيير حوض صرف المياه وإجبار الجارتين على إعادة رسم نحو 100 متر من حدودهما.
فيما قال ويتشت إنَّ مثل هذه التعديلات متكررة، وعامةً تصل البلدان الحدودية لتسوية لها، من خلال مقارنة قراءات مختصي المسح من كل بلد، دون إشراك السياسيين، بينما رفض نظراؤه الإيطاليون التعليق “بسبب الوضع الدولي المعقد”.

تبادل قطع من الأرض
من جانبه، قال جان فيليب أمستين، رئيس وكالة Swisstopo السابق، إنَّ مثل هذه النزاعات تُحَل عادةً عن طريق تبادل قطع من الأرض ذات مساحة وقيمة مكافئة. لكن في هذه الحالة، أوضح أنَّ “سويسرا ليست مهتمة بالحصول على قطعة من النهر الجليدي، والإيطاليين غير قادرين على تعويض خسارة مساحة السطح السويسرية”.
بينما لا تزال نتيجة الاتفاق سرية، أُبلِغ القائم بأعمال النُّزل، لوسيو تروكو، أنه سيبقى على الأراضي الإيطالية. وقال: “سيظل الملاذ إيطالياً كما كان دوماً. وقائمة الطعام والنبيذ، والضرائب، جميعها ستبقى إيطالية”.