حروب المناكفات

24 يوليو 2022
حروب المناكفات

اللواء المتقاعد عوده ارشيد شديفات

تعددت أشكال الحروب و أسبابها  و أدواتها و أهدافها ، مثلما تعددت و تنوعت اسلحتها و ساحاتها ، و كثرت مبرراتها ، فطالت الكثير من مناحي حياة البشر في شتى القارات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فالكل منغمس في أتونها ، سواء الميدانية أو المائية أو الغذائية أو المعلوماتية و الإعلامية و النفسية و غير ذلك الكثير من إرهاصاتها المباشرة و غير المباشرة ، القريبة المدى و البعيدة المدى ، و برزت و تبرز تبعاتها و امتدت مناكفاتها لتطال القادة و صناع القرار و الساسة و الإعلاميون و حتى المواطن العادي .

لقد شهدنا سلالات جديدة من الحروب تزداد و تيرتها و تتعدد أشكالها و تتنامى بوتيرة متسارعة عبر كل الوسائل المتاحة .

فمن الملفت بروز حروب المناكفات السياسية و الاعلامية و المعلوماتية و النفسية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها الكثير  بشكل كبير على مستوى القمم و القادة و السياسيون و صناع القرار و المحللون و الاعلاميون و حتى الجماهير المستهدفة و المتابعة و المتلقية ، و تنامى دور فئة تلعب على الحبال، و يحرفون الكلم عن مواضعه، بما يخدم من جندهم أو استأجرهم أو خدمة لغاياتهم و مآربهم ، فالناس يعيشون في دوامة و يتعرضون لكم هائل متدفق من المعلومات و التصريحات و التبريرات و التوضيحات ، الكثير يختلف ، و الكثير لا يعترف فالخطأ موجود ، مقصود أو غير مقصود ، متفق عليه أحياناً للتوارى خلفه حتى يحقق هدفه ، حرائق و حروب و كوارث و تحالفات و اتفاقيات تقودها حروب المناكفات التي طغت على حروب الطائرات و الدبابات فإلى أي جيل من الحروب سينسبها الاستراتيجيون و العسكريون .