أبوعربي /إبراهيم أبوقديري
عند النظر بموضوعية في ماضي وواقع ومستقبل العلاقات العربية الإيرانية
فإنه لا يمكن القفز عن قضية أساسية هناك من يتجاهلها مع الأسف، وهي قضية الاحتلال الإيراني منذ عام ١٩٢٥ إلى منطقة الأحواز التي يبلغ كامل مساحتها الإجمالية حوالي ( ٤٠٠)
أربعمائة ألف كيلومتر مربع ( أكثر ٤ مرات من مساحة الأردن)
وإذا أضفنا إلى ذلك جزر الطمب الصغرى والطمب الكبرى وأبو موسى ( التي تحتلها إيران)
وإذا أخذنا بعين الاعتبار التصريحات الإيرانية العدائية الصريحة ضد البحرين والعراق و… و… على لسان عدد من كبار مسؤولي إيران …. وإذا لاحظنا الدور الإيراني حيثما كان لإيران حضور مؤثر على الساحة العربية….
…. فإذا وضعنا كل ما تقدم في كفة ميزان ( المبادئ) ووضعنا في الكفة الأخرى
ما تقدمه إيران إلى المقاومة الفلسطينية في
غزة ( وعلى افتراض حسن نوايا إيران) من جهة ومع مراعاة ظروف غزة ( ولنقل المضطرة لقبول هذه العلاقة) من جهة أخرى….
فإن المنطق يقول : من يرغب في مساعدتنا في تحرير فلسطين…!.. أليس الأولى به أن ينسحب أولاً من أراضينا التي يحتلها هو ؟؟؟
وبعد هذا الطرح المبدئي المفتاحي ننظر في سائر
العلاقات العربية الإيرانية
كجار طبيعي…. وهنا تستوقفنا المواقف العربية المتباينة التالية :
_ دول عربية ترى (مع الأسف) في إيران العدو الأول… وهذا يصرف النظر عن وجود الكيان الصهيوني كعدو حقيقي بل إن بعض من يتبنون هذا الاتجاه مستعدون (بكل أسف) للتحالف مع الكيان الصهيوني ضد إيران…!
_وجهات عربية (مع الأسف أيضا) تسلم مقاليد أمورها إلى إيران
بما يترتب على ذلك من سلبيات.
_وجهة عربية نجحت في الاحتفاظ بعلاقات ودية متوازنة مع إيران
_ودول عربية ترى فى إيران قوة منافسة على
مستوى المصالح والأدوار
وهذا أمر طبيعي في عالم السياسة
_ودول عربية موقفها من إيران موقف مضطرب متذبذب له أحد هذين التفسيرين : إما القصور السياسي أو الخضوع إلى الإملاءات الخارجية أو العاملان السابقان معاً
_وأطراف رسمية وشعبية تنطلق من عقدة العداء الطائفي ( بين الشيعة والسنة) أو تنطلق من عقدة ما مرت به هذه العلاقات العربية الإيرانية
من مواقف عدائية عبر التاريخ
# وبعد… فإن إيران دولة ذات عمق تاريخي، دولة جارة تاريخيا وجغرافيا، وهي قوة حقيقية مؤثرة
… لذا فإن منطق الوعي السياسي الحقيقي يقتضي إعادة النظر وترميم بناء العلاقة مع إيران على أسس : الحقوق العربية في الأحواز والجزر العربية الثلاث… والاحترام المتبادل… وعدم التدخل في الشؤون الداخلية… والترفع عن إثارة النعرات الطائفية (حتى لو دعا لها بعض الحاقدين أو انجرّ وراءها الجهلة)… وأهمية مراعاة المصالح المشتركة للجميع… و ضرورة التفرغ المشترك للعدو الصهيوني والقوى الاستعمارية التي تدعمه.
التي كانت ولا تزال هي
سبب معاناة الأمة العربية
وتقطيع أوصال الوطن العربي الواحد..