ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض

26 أبريل 2022
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض

د. عادل يعقوب الشمايله

من المتفق عليه، التحالف غير المقدس بين السلاطين، وفقهاء السلاطين عبر التاريخ. هذا الاتفاقُ ظاهرةٌ تنطبقُ على كافة الاديان، السماوية وغير السماوية عبر التاريخ.
هناك آية في القرآن الكريم تنص على: “ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض”. سورة الشورى، آية ٢٧.
يبدو ان فقهاء السلاطين في كافة الدول النامية “المُفَقَّرَةِ” ينصحون ويقنعون سادتهم وحلفائهم السلاطين بإن إفقار المواطنين أو ابقائهم فقراء، هو أفعلُ وسيلةٍ لضبطهم والسيطرة عليهم. لأن الفقر والاذعان يشكلان سبباً ونتيجة.
فالعبيد والفقراء والمهمشون يعتادون على قرقعة البطون الفارغة والشهوات غير المُشبعةِ والاحلام بدلاً من الامال، والرؤوس المطأطأةِ، ولذلك نادراً ما يثورون.
وهذا ما يسعدُ السلاطين فينامون على الحرير. ويسعدُ رجال الدين. حيث يضطر الفقراء والعبيد والمهمشون للجوء اليهم والى معابدهم طلباً للسكينةِ والسلام النفسي بالتسليم لارادة القضاء والقدر وإيثار حياة اخرى موعودة، او التحولِ الى خلقٍ آخر يعوض عن المعاناة الحالية كما هو حال المؤمنين بتناسخ الارواح وتداول الادوار والاحوال.
وفي هذا السياق تمَّ التلاعبُ بتفسير “لا حول ولا قوة الا بالله” ليصبح مطابقا لما قاله اليهود لموسى “إذهب انت وربك فقاتلا إننا هنا قاعدون”. فما بكت عليهم السماءُ والارضُ وما كانوا مُنظَرين”. أي لم تبكيا على المستسلمين