الدكتور محمود المساد
أخي د. ذوقان عبيدات، جاء في ردك على رسالتي الموجهة إليك بتاريخ 06/ 04 /2022 والمنشورة في عدة مواقع إخبارية منها موقع وطنا نيوز ما يقلق تارة، وما يدعو للتأمل عميقا تارات أخرى. فتقول لي بأنني يئست من توجيه رسائل سابقة لمن يهمهم الأمر…. وأن من يهمهم الأمر ثقيلو السمع. أو أميون لا يقرأون، أو متعالون متعجرفون لا يريدون أن يقرأوا غير ما يُملَى عليهم، أو عدم معرفتهم، أو رغبتهم في قراءة ما يهمّهم، ولكني أرجّح أنهم لا يقرأون، ولديّ مخاوفُ أنهم لا يقرأون ولا يكتبون!!.
لكنني وبصدق يا ذوقان، لم أيأس، ولم أتخاذل للحظة واحدة؛ لأنني كنت أعرف بأن معرفتَهم وسمعَهم وغيرتَهم وضمائرَهم هي كلها في إجازة مفتوحة، أو مرهونة لدى الآخر، هنا في داخل الدائرة أو خارجها التي رسمتها ووضعتني على مَماسها من أجل أن أنظرها فقط في نقطة المَماس، وأن أغادرها بخاطري أو مجبرا ومطرودا!!
ومع أن لك في هذا الذي ذهبت إليه يا رفيقي بعض الحق، إلا أنني وجدت في نقطة المَماس هذه فرصة وخَيارا….أن أقبل بالدخول للدائرة بشرط أن أرهن ضميري ومعرفتي وسمعي، أو أن أرفض فأدفش بلا رحمة وبلا عودة إلا بتوبة مع شهود ومزكّين.
يا دكتور ذوقان، قرأت في التعليقات التي وصلتك على رسالتك لي المنشورة في موقع وطنا نيوز بتاريخ 08/ 04/ 2022 ومن صديق مشترك ما يحير ويصعب بَلعُه، لكنه في ظاهره كلام صحيح، ويحمل خطأ سوء الظن بنا في الوقت نفسه، وهذا ما حفزني لصياغة عنوان هذه الرسالة. فقد كان تعليق الدكتور الصديق يقول: ” ربنا يعطيك الصحة والعافية، أنت والدكتور مسّاد، لكن (اسمحلي) أن أُبدي بعض الملاحظات: كنتم في مركز الدائرة ردحًا من الزمن فماذا حققتم؟!! وبعد أن خرجتم بدأتم تصرخون، لماذا لم تصرخوا وأنتم في مركز الدائرة.؟ فأقول لك: هل تعتقد يا صديقي أنّ مجلس التربية والتعليم له ذاك الدَّور في تعديل المناهج أو تطويرها؟ فإذا كان هذا رأيك، فخاب ظنّي بك “!!
وهنا، أدركت أن في القرايا من لا يعرف ولا يتوقع!! مع أن دكتورنا الفاضل الصديق صاحب التعليق يعرف كيف تُدار الأمور، وأن صاحب الكلمة الأولى في أي مؤسّسة أفكاره وكلامه نافذة، وإن أبديت الرأي المقنِع المدعوم بكل الأسانيد، ونتائج البحوث، وأقوال العقلاء فالنتيجة تقع في دائرة أن تنقَل أو تُطرَد؛ بحجُّة أنك تُعيق تنفيذ أفكار القائد الملهَم التي لا تُباع أفكاره ولا كلامه بفلس واحد في أسواق الفكر الحرة.
نعم، كنا بمركز الدائرة، ومن بين قياداتها بمعيّة بعض الوزراء الرجال الرجال، وكانت آنذاك التربية والتعليم تتصدّر دول الإقليم. وعندما جاء بالتدوير والتوريث وزراء من نوع التجّارخرجنا. وعندما عدنا لننقِذ مؤسّسات وطنية تضيع، صرخنا كما تقول؛ لنبعد توجيهات، ونحفظ قيَما وموروثا، طُردنا من جديد!!
ِ
يا صديقي يا دكتور، الحال في بعض مؤسّسات الوطن لم يعد هوالحال الذي تعرِف، وعلى سبيل المثال وفي هذه الرسالة أقول لك: إنني كتبت وقابلت قادة مؤسّسة رقابية تراقب باسم الشعب، وتقول: إنها تقيم العدل وتحمي المخلِصين من أجل عطاء تدور حوله شبُهات الفساد، ولكن لا فائدة، (فلا أذن سمعت ولا عين رأت)!! الأمر الذي اضطرني للتحفّظ على محضر قرار اللجنة التي انتهت جلستها الساعة العاشرة صباحا ليأتيني كتاب إنهاء عقدي الساعة الحادية عشرة!! وعليه يا رفيقي…. فإما البيع أو تذكرة سفر بلا عودة!!