وطنا اليوم – يستيقظ الأردني محمد سالم أبوزكريا في وقت مبكر كل يوم ويخرج من بيته بمدينة جرش في مهمة خاصة لإنقاذ كتب ثقافية قديمة ومصاحف متهالكة ونفض الغبار عنها ومعالجة المتهالك منها بأمل إتاحتها بالمجان للشغوفين بالمطالعة.
ولفت أبوزكريا إلى أنه جمع منذ سبعينات القرن الماضي ما يقدر بنحو 100 ألف كتاب من أنحاء المملكة الأردنية. وتضم مكتبته الصغيرة، الملحقة بمنزله، نحو ثلاثة آلاف كتاب بينها 2000 مصحف.
ويفتح أبوزكريا، وهو أب لـ16 ابنا ولديه 57 حفيدا، مكتبته الصغيرة للجمهور ليحصلوا على ما يريدون من كتبها مجانا. ويأمل في أن يسهم جهده في نشر ثقافة القراءة بين الأردنيين.
ويجوب أبوزكريا (70 عاما) المدينة الواقعة شمال غرب المملكة والمدن المتاخمة لها يوميا بشاحنته الصغيرة بيضاء اللون بحثا عن الكتب الملقاة سواء في الشوارع أو بجوار حاويات القمامة.
وقال الرجل السبعيني “أجوب كافة أنحاء المملكة ولاسيما في بداية الفصل المدرسي ونهايته في محاولة مني لجمع ما أمكن من الكتب الملقاة في الشوارع خاصة الكتب المدرسية، وأخصص البحث في حاويات القمامة، كما أنني أحرص على جمع المصاحف التي تلفت أوراقها من مستودعات المساجد”.
ويعود أبوزكريا بعد أن يجمع الكتب إلى مكتبته الصغيرة لمعالجة المتهالك منها أو حرق تلك التي لا يمكن إصلاحها.
وأوضح “ليس كل ما يتم جمعه يكون صالحا للاستقرار على رفوف المكتبة التي أخصصها لذلك ببيتي، فبعد عملية الفرز، أعكف على إصلاح ما يمكن إصلاحه حتى أضعه بعد ذلك على ذمة من يحتاجه بالمجان، وأحرق النسخ التي لا يمكن معالجة التلف الحاصل بها لتتحول إلى رماد”.
وأعرب الرجل السبعيني عن سعادته بمهمته، لكنه في ذات الوقت يشعر بأسى بالغ حين يرى مثل هذه الثروة الثقافية ملقاة في الشوارع.
وأكد “سعادة لا توصف تحدوني وأنا أجمع الكتب لكنه في ذات الوقت ألم عميق يدمي القلب حين أشاهد بأم عيني كتبا مكتوبة باللغة العربية ملقاة داخل حاويات القمامة أو بجانبها في الكثير من المناطق”.