من “جريمة الحرب” إلى “الحرب جريمة” !!

7 فبراير 2022
من “جريمة الحرب” إلى “الحرب جريمة” !!

محمد داودية

تدين شعوب العالم جرائمَ الحرب وتستنكرها وتعاقب مقارفيها، في حين أنه يجب ان يدين الحرب ذاتها، بقوة أكبر.
فكما يدين العالم “جريمة الحرب”، يجدر أن يعتبر “الحرب جريمة” دموية أعتى واشد خطرا على حق الانسان في الحياة، وعلى حقوقه المطلقة الخالية من الآلام والترويع والخوف والقصف والانفجارات والتهجير والتشريد والاختفاء والجوع والاغتصاب والإصابات والجرحى والتشويه والألغام والملاجئ والحرائق وتدمير الممتلكات والمقدرات.
يعلن الحروبَ سياسيون مهندمون لا يكتوون بنيرانها، ذوو ياقات بيضاء منشاة، وكروش مندلقة، ورقاب متهدلة، وأرصدة منتفخة.
ويخوضها الجنود والضباط الذين لا يعرفون اسباب اندلاعها يقتتلون من اجل شهوات الساسة ومصالحهم وطموحاتهم وحساباتهم الحمقاء.
ودائما، الأمهات والأطفال والنساء والكهول، هم أكثر من يتأذى ويتضرر ويدفع افدح الأثمان.
وقد ماتوا من الثلج والبرد والجوع والقصف، وتخشبت جثثهم وجحظت عيونهم، يقبضون في ايديهم على صور اطفالهم وزوجاتهم وحبيباتهم وامهاتهم.
لا يوجد ما يبرر الحروب، التي لوثت التاريخ الانساني وظلت إحدى صفحاته الدامية، إلا الأطماع المتضخمة وشهوة الهيمنة والتمدد وبسط النفوذ والغباء.

وحروب اسرائيل العدوانية التوسعية، هي أبرز الأمثلة في العصر الحديث على الحروب المدمرة الظالمة التي ابتلعت مقدرات المنطقة ودمرت تنميتها وازدهارها.

والتي لن تتمكن من تطويع إرادة شعب الجبارين الفلسطيني الذي يقاتل، دون توقف او استراحة، منذ 100 سنة من اجل التحرير والحرية والاستقلال.
وتتبعها حروب نظام الملالي التي اطلقها في لبنان والعراق واليمن وسورية.

ومعلوم أن أكثر من يحض على الحروب، هم حاملو أسهم شركات التصنيع العسكري، التي تزود الجيوش بالاسلحة وذخائرها، فتزودهم المالية العامة بالمليارات.
حاملو الاسهم ومدراء الشركات، هم الذين يتخذون قرار الحرب، وهم الذين يبيعون الاسلحة لجيوش بلادهم لإدامة الدم والحرب !!

خلصت مركز الدراسات في جامعة تل ابيب الى نتيجة مرعبة جاء فيها:
“لو حل السلام مع الجيران، لارتفع دخل كل إسرائيلي 26%”.
ومفهوم المخالفة يعني أن يرتفع دخل كل أردني وسوري ولبناني وفلسطيني بهذا المقدار تقريبا.
هذه هي التنمية والرفاه والازدهار الذي دمرته حروب التوسعية الصهيونية.