الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تحتفل بيوم “الأراضي الرطبة” تنوع بيئي فريد في محميات

2 فبراير 2022
الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تحتفل بيوم “الأراضي الرطبة” تنوع بيئي فريد في محميات

وطنا اليوم – يحتفل العالم كل عام، باليوم العالمي للأراضي الرطبة في الثاني من شباط، حيث يوافق هذا التاريخ اعتماد الاتفاقية الدولية لصون الأراضي الرطبة في العام 1971 في مدينة رامسار بإيران، بهدف حماية الأراضي الرطبة ومواردها والخدمات التي تقدمها للبشرية على مستوى العالم.

وتشارك الجمعية الملكية لحماية الطبيعة العالم الاحتفال بهذا اليوم، انطلاقاً من أهمية المناطق الرطبة لبقاء الحياة على كوكب الأرض، ويوجد في الأردن عدد من الأراضي الرطبة التي تحمل أهمية خاصة، مثل محمية فيفا الطبيعية ومحمية الأزرق المائية، التي أعلنت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مؤخراً عن انضمامها للائحة الخضراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وتكتسب الأراضي الرطبة أهميتها باعتبارها مناطق انتقالية بين الأنظمة البيئية الأرضية والمائية، والتي تؤدى العديد من الوظائف لخدمة البشرية مثل تنقية المياه وإنتاجيتها العالية للغذاء، مثل الأسماك وبعض الأنواع البحرية كما أن لها دور كبير في التخفيف من آثار التغيرات المناخية.

ويهدف الاحتفال بالأراضي الرطبة، إلى زيادة الوعي بالأهمية الكبرى التي تمثلها الأراضي الرطبة في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض.

وتعاني الأراضي الرطبة من جملة من التحديات لعل أبرزها تراجع منسوب المياه، إما لأسباب طبيعية مثل شح الهطول المطري وتذبذب كمياته، أو لأسباب بشريه مثل الضخ الجائر واستنزاف مصادر المياه.
وقال مدير محمية الأزرق المائية حازم الحريشة، أنه وحتى اليوم فأن كميات المياه التي وصلت لقاع الأزرق ما تزال محدودة ولم تشكل أي فارق، مبينا أن قاع الأزرق خلال دورة فيضانه يعد نقطة جذب للطيور المائية المهاجرة من أوروبا إلى إفريقيا وبالعكس حيث يكثر نشاط مراقبة الطيور في هذه الفترة ويتم تسجيل أنواع الطيور التي ترتادها.
وأضاف، أن قوة الفيضان القاع الذي تعيد له ألقه وتعمل على جذب مزيد من الطيور المهاجرة إلى المنطقة، وتعتمد دورة الفيضان على هطول الأمطار في المناطق المرتفعة في حوض الأزرق المائي الذي يبلغ مساحته 12710كم2 يبدأ من الأراضي السورية، وينتهي في الأراضي السعودية، في حين أن معظم مساحته في الأراضي الأردنية التي تبلغ 94 %بحسب الحريشة.

وقال الحريشة ، يعتبر قاع الأزرق من أكثر المسطحات المائية في الصحراء العربية ذات أهمية بيئية كما أنه محطة عالمية لهجرة الطيور، وأشار إلى أن استقطاب الطيور المهاجرة بكثافة يكون مع حلول شهر أيلول من كل عام.
ولا تقف أهمية قاع الأزرق عند ذلك، إذ كان أهالي المنطقة يستخدمونه في صناعة وإنتاج ملح الطعام خلال فصل الصيف فيما مضى، أما اليوم فباتت هذه الصناعة تقتصر على عددٍ محدودٍ، يقول مدير محمية الأزرق المائية.
وبحسب موقع الأراضي الرطبة المتوسطي فإن 35٪ من الأراضي الرطبة العالمية قد اختفت خلال 55 عامًا (بين عامي 1970 و2015)، بينما فقدت منطقة البحر الأبيض المتوسط 50٪ من أراضيها الرطبة الطبيعية منذ عام 1970، ورغم ذلك لا ننفك عن تدميرها.

وعلى الجانب الآخر، تعتبر محمية فيفا أخفض محمية رامسار في العالم، وتكتسب أهمية خاصة لاحتوائها على تنوع حيوي فريد وتقع في أخفض نقطة في العالم، ولهذا كان لها التقدير العالمي بأنها أخفض منطقة رطبة ذات أهمية عالمية على الأرض وتم إدراجها بامتياز على القائمة العالمية لاتفاقية رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية وهي اتفاقية دولية لحماية التنوع الحيوي في المناطق الرطبة وقعت عليها الحكومة الأردنية كأول دولة عربية عام 1977، وبقيت ملتزمة بعدم الإخلال بها لهذا الوقت.
وتعتبر المحمية بحسب ما قال مدير محمية فيفا إبراهيم محاسنة، الموطن الأخير لأسماك الافانيس العربية والتي لا توجد في أي مكان آخر في العالم إلا في حوض البحر الميت، وهي تعاني من التهديد الشديد بسبب الأنواع الغازية وتغير الموائل، ولا تجد للآن مكانا آمن من المناطق الرطبة ذات المياه الدائمة أو الموسمية في المحمية.
كما تعتبر المحمية المكان الوحيد في المنطقة كلها، بل في الإقليم الذي يضم طائر السبد النوبي ذي الأهمية العالمية، وتعتبر الواحات الدائمة والموسمية في المحمية من أهم مناطق استراحة الطيور المهاجرة على طريق الهجرة الرئيسي