بقلم/ الدكتور امجد الخرشة
ينتشرُ كالنارِ في الهشيمِ معَ انتشارِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي المتعددةِ ما يُسمىٰ “بالنقدِ الساخرِ” المصحوبِ بالتعليقاتِ الفكاهيةِ الممزوجةِ بنوباتٍ من خيبةِ الأملِ الذي رُبما وَصَلَ الى حدِّ ”التنمر الإلكتروني” بنكهةِ التهكُم الفاقد لكلّ معاني الموضوعيةِ والمهنية في التعبير.
إذْ انه من الجميل في هذا العالم الافتراضي أن تُشاركَ وتكتب وتعلق في ما تعلم او تعرفْ ولكن أنتَ لست مطالبًا بالمشاركة في ما لا تعلمْ ولا تعرفْ وهذا ما حصل بالفعل مؤخرًا فيما يتعلق بتخفيضِ الرسوم الجمركية من حيث النسبةِ والعددِ لبعضِ قوائمِ السلعِ الخاضعةِ لبنود التعريفة الجمركية المتعارف عليها عالميًا.
فهناك ثُلةٌ قليلةٌ تركوا كل تلك التحسينات والتخفيضات واتجهوا الى البند الجُمركي المتعلق بالمركبات الفضائية والمدارية وما شآبهها بسخريةٍ واستهزاءٍ غيرُ مُبررْ.
رغمَ كل هذا الانتقاد الخاطئ، والجْلدُ بالذاتِ المُحبِط، كان لدائرةِ الجماركِ بكوادرها المختلفةِ، مُمثلةً بالمديرِ العام المهندس “جلال القضاة ” الأثرَ الواضح في إيصال الحلقةِ المفقودةِ والغائبة لربما عن الكثير، من خلال اللقاءات المتلفزة، والمؤتمرات الصحفية، والنشرات الإخبارية، بأنّ جداولِ التعريفةِ الجمركية لها بنود لا يمكن تجزئتها وفصلها عن بعضها البعض، كونها تعرفةٌ جمركيةٌ عالميةٌ صادرة ٌعن منظمةِ الجماركِ العالميةِ في “بروكسل”.
حيثُ أنهُ تم تخفيضها من أحدى عشر شريحة الى اربع شرائح، تُوحد الرسوم الجمركية وتُراعي الصناعات المحلية والسلامةُ العامة وتعمل على رفع القوى الشرائية لدى المواطنين، وتشجعُ القطاعَ التجاري وتسهلُ الاجراءاتَ الجمركية وتُحدّ من عمليةِ التهرب من الرسوم الجمركية.
كلُ ذلك بِحكمِ خبرتهِ الفنيةِ الواسعةِ، في مديريات الدائرة، ومعرفتهِ التامة بالإجراءات الفنية الجمركية، فلم يتوانى ولم يُدر ظهرهُ الى الوراء، فكان كما عهدناهُ في كل مواقع الدائرة حريصًا كل الحرص، وشفّافٌ الى ابعدِ الحدود في إلاجابة عن كلّ التساؤلاتِ في اللقاءات المتلفزة مبينًا ما يترتبُ من أثار إيجابية على هذه التخفيضات الجمركية التي لم يسبقُ لها مثيل .
مؤكداً على ذلك، في تصريحٍ رسميٍ لوكالة الانباء الاردنية (بترا): أن الاردن ملتزمٌ بالاتفاقية الدولية الخاصة بتصنيفِ قوائم السلع والبضائع وِفق بنودِ جداول التعريفة الجمركية الدولية في مُختلف دول العالم.
بالأضافةِ إلى دَور الكثير من موظفي دائرة الجمارك على اختلاف مراكزهم الإدارية والفنية، ممن قاموا بإيصال المعلومة والإجابة على الكثير من الإتصالات والاستفساراتِ، من خلال البرامج الاذاعية المباشرة، بالصوت والصورة ومن مواقعهم الوظيفية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لتكون الرؤيةُ واضحةٌ، عند تلك الشريحة الساخرة او من لم يَطلعُ على بنودِ التعريفة الجمركية المتعارفُ عليها عالميًا ؛لأنَ دائرة الجمارك الأردنية كانت ومازالت النموذج الذي يُحتذى به في كلِّ المحافل المحلية والدولية.