الاستحياء والاكتفاء بالموجود

16 ديسمبر 2021
الاستحياء والاكتفاء بالموجود

 

صالح الشراب العبادي

في بيتك اذا فاجأك طارق باب فأن ما تقدمه له وتكرمه فهو ( جود من موجود) ، وما يملك الانسان فهو حر في التعامل معه ، فهو مسؤول عن نفسه ، الا اذا كان قاصراً او مجنونًا او مخبولاً او سفيهاً فحتماً يكون هناك عاقلاً مسؤولًا عن تصرفاته وما يملك حتى لا يتهور او يمنح بدون علم او يوقع بدون دراية او يجبر عن ذلك او يتم الضحك عليه واستهباله واستغلاله ..

اما اذا تحمل الشخص ( المسؤول ) ذكراً كان ام انثى مسؤولية وظيفية مكلف بها يتقاضى بدلاً منها رواتب وامتيازات وحوافر .. ولانه مقيد بالقوانين والتعليمات والقرارات والانظمة الداخلية والخارجية فانه من الواجب عليه التقيد التام بها ولا يتجاوزها قيد انملة .
وفي علاقات الدول الرسمية وما ينتج عنها من زيادات واجتماعات ولقاءات ، فان هناك بروتوكولات رسمية تحكم هذه العلاقات لا يمكن التنازل عنها او نسيانها او التغاضي عنها ، وفي حال ان تم ذلك فانها تكون خروج عن البروتوكولات الرسمية تنقص من سيادة الدول ولو كانت غير مقصودة ، واذا ما حصل ذلك التنازل او عدم التقيد به ، بدون قصد او عدم انتباه فأن على الدوله التي قامت بذلك ان تعتذر او توضح ذلك بشكل رسمي .
المستغرب في الفترة الاخيرة ومن خلال ما نشاهد ونسمع ويشاع من خلال القنوات الرسمية او غير الرسمية او منصات التواصل الاجتماعي ان هناك تهاون او قبول او استسلام في حال توقيع اتفاقيات دولية او داخلية مع القطاع الخاص ، حيث يتم التوقيع والاستسلام لما فيها بدون دراسة معمقة دقيقية لجميع انواع النسخ والترجمة ومداخلات اللغة وما يترتب عليها من تغييرات او تعديلات في حال الزيادة او النقصان ومناقشة كل بند وكل فصل او واجبات او مسؤوليات خلالها .. والامثلة على ذلك كثيرة ، الامر الذي ادى الى تحميل الشعب قبل الدولة تكاليف باهضة عانى ولا يزال يعاني منها ..

علاوة على ذلك فاننا بدانا نشاهد صور اجتماعات رسمية مع مسؤولين اردنيين لا يكون فيها تكافؤ البروتوكولات المعروفة في مثل هذه الاجتماعات او اللقاءات .. ومثال على ذلك ولاكثر من مرة لم يكن علم المملكة خلف المسؤول الاردني جنباً إلى جنب مع المسؤول من الدولة المقابلة ..

لا يقبل من اي مسؤول ان يتغاضى او لا ينتبه الى هذه الملاحظات المهمة والتي تمثل رمز وعلامة احترام سيادة وتقدير بالمثل بين الدول ، ويكتفي فقط بالجلوس باحترام وهز الرأس والتصوير …

انه من غير المقبول ان ترسل الوفود وموقعي الاتفاقيات من اجل الرفاهية والاستفادة والمياومات وهم لا يعلمون او يدركون ما هو السبب الحقيقي من ايفادهم .. وهمهم الاستماع والتوقيع والذي يكلف الدولة والوطن والمواطنين فيما بعد تبعات مالية ضخمة من الصعوبة بمكان وزمان واتفاق التنصل منها ..والاستسلام لها ..

لم يعد هناك متسع للترف من قبل مسؤلينا ولم يعد هناك مجال للاخطاء والتراخي ولا يقبل بادنى شكل من الاشكال التغاضي عن الاخطاء والتجاوزات ، او الاستحياء او لاكتفاء بما هو موجود بما ان المسؤول يمثل وطن ويمثل دولة ويمثل شعب ، وغير ذلك فان المسؤول يكون قاصداً او متعمداً او ليس كفؤاً او لا يعلم ما يدور حوله .. وهنا يجب ان تتم المحاسبة على الاخطاء وبكل قوة.