المهزلة العربية…!

25 نوفمبر 2021
المهزلة العربية…!

زهدي جانبيك

عادة لا انقل تغريدةً لاي منهم… حتى لا أكون ناقلا لكفرهم الصهيوني…لكنني ومن بعد اذنكم هذه المرة سانقل ما يقول بعضهم… والقائل هنا صهيونيان أحدهما استاذ جامعة والآخر اعلامي… قامت الماكينة الاعلامية السياسية الصهيونية بتزويدهما بما بحتاجان من بيانات ومعلومات… وفتحت لهما القنوات العربية قبل الأجنبية أبوابها وشباببكها لبث سمومهما الى المواطن العربي للأسف…

وفي الجانب الآخر، لا زال إعلامنا ومواطننا مغيب تماما عما يحدث في وطنه… وان بقينا هكذا فلن ننتصر في معركتنا الاعلامية ضد الصهيونية لسببين بسيطين…الأول عدم توفر (او توفير) المعلومة للإعلام الرسمي واعلام الظل والمواطن بوقتها… والثاني عدم وجود برنامج اعداد لخبراء إعلاميين اكفاء يعلمون كيف يواجهون مثل هؤلاء بلغتهم …

و لتوضيح دور الإعلام والمعلومات الخطير ، فقد شهدنا خلال اليومين الماضيين وفي خروج على كل المواثيق العربية…ولأول مرة في ما يسمى بالوطن العربي… قيام المملكة المغربية بتوقيع مذكرة تفاهم امنية مع إسرائيل … ترقى في خطورتها الى مستوى اتفاقية دفاع ثنائي.

لن اتحدث عن الأهمية المغربية للامن العربي المشترك ومضيق جبل طارق وسهولة مراقبته والتدخل فيه من خلال التواجد في المغرب.

ولن اتحدث عن إريتريا واهميتها الاستراتيجية لمنظومة الأمن العربي كاملة… وعن اكبر القواعد العسكرية الاسرائيلية خارج اسرائيل في جزر إريتريا الثلاث “ديسي” و”دهوم” و”شومي”في باب المندب الاستراتيجي،
وكيف كانت سيطرة اسرائيل على هذه الجزر الثلاث سبب مصائب غزة المحاصرة وسبب قطع الكثير من الإمدادات اليها.
وبمناسبة الحديث عن إريتريا، فمجرد وجود علاقات بينها وبين الدولة الصهيونية يعتبر فشلا عربيا بامتياز… لأن العداء بينها وبين الصهاينة كان وجوديا بسبب دعم الصهاينة لاثيوبيا في حرب تحرير ارتريا التي انتهت باستقلال ارتريا عام 1991 كان كبيرا جدا… ومع ذلك وفي خلال اقل من 3 سنوات تمكنت اسرائيل من إقامة علاقات دبلوماسية مع إريتريا عام 1994… نتيجة معالجة اسياس افورقي في المستشفيات الاسرائيلية عام 1993…. واحزروا مين اللي نقله الى اسرائيل؟؟؟…. صح… السفير الامريكي باسمرة بواسطة طائرة أمريكية…. لاحظوا : لم ينقله الى أمريكا للعلاج… بل الى اسرائيل.
يعني، وعلى الرغم من وقوف العرب مع إريتريا في حرب الاستقلال ضد إثيوبيا ووقوف اسرائيل مع اثيوبيا…. قام الصهاينة بقلب المعادلة لمصلحتهم خلال اقل من 3 سنوات…

المهم…. قلت لن ننتصر إعلاميا على الصهاينة… وسأوضح لكم السبب:
1. بتاريخ 17 تشرين ثاني الحالي نشر موقع “واللا” الاسرائيلي انباء التوصل الى اتفاق الماء مقابل الكهرباء،بين الاردن وإسرائيل وأعلن انه سيتم توقيع الاتفاق في ابو ظبي برعاية امريكية يوم الاثنين تاريخ 22 تشرين ثاني الحالي.

2. وسائل الإعلام الاسرائيلية ومنها موقع “اكسيوس”، بالإضافة إلى وكالة انباء الأناضول قامت بنشر نفس الخبر بنفس التاريخ 17 تشرين ثاني … واحنا مثل الأطرش بالزفة… شعبا واعلاما وحكومة ونوابا …

3. الساعة التاسعة والنصف صباح الاثنين 22 تشرين ثاني يغرد احد الصهاينة بأنه سيتم توقيع الاتفاقية بين الاردن وإسرائيل في ابو ظبي اليوم او غدا ويتحدى ان كان نواب الأردن أو وزراؤهم لديهم علم أو اطلاع على الاتفاقية …. ولم يتمكن احد من مواجهة التحدي… لغياب المعلومة…
وبعد نصف ساعة من صدور هذا التحدي جاء الرد الحارق الخارق المتفجر على هؤلاء الصهاينة، وبلسان فيصل الشبول الناطق باسم حكومة المملكة الاردنية الهاشمية (فسلام على حكومة المملكة الاردنية الهاشمية)… بنفي توقيع اتفاقية أو اتفاق نوايا بين اسرائيل والاردن من خلال اتصال هاتفي له مع إذاعة حسنى،… بل وينفي انه سيتم توقيع اي شيء مصرحاً: هناك مباحثات لا ندري ان كانت ستؤدي الى توقيع اي شيء أو لا …. يعني بصراحة، بهذا الرد افحم الصهاينة وهزمهم شر هزيمة وأظهر مدى كذبهم وخداعهم لشعوبهم ولنوابهم المغيبين تماما… ليته صمت.

وبنفس الوقت الاثنين صباحا قام احد أساتذة الجامعات الصهاينة بالإعلان عبر تغريدة له عن توقيع الاتفاقية… وتساءل: أين نواب الأردن… أين النقابات…. كما هو واضح بالصور المرفقة…. ومرة ثانية جاءه الرد الخارق الحارق من احد نواب الأردن الاشاوس، ونفى نفيا قاطعا ان يكون هناك أي شيء من هذا القبيل… وأنه شخصيا تحدث مع وزيري المياه والطاقة الاردنيبن الذين اكدا له أنهما لم يشاركا باي مباحثات حيال هذا الأمر…. وليته صمت أيضا.

وبنفس الوقت اي صباح يوم الاثنين اجتمع مجلس نوابنا الاردني (فسلام على مجلس نواب المملكة الاردنية الهاشمية)… ولم يكن يعلم ماذا يحدث خارج قبته… ولا عند gريش خبر،.. او.. لا من ثمه ولا من كمه…معهوش خبر بالسالفة.

علما انه وبتاريخ 17 تشرين الثاني صرحت وسائل الإعلام الصهيونية ان المباحثات حول هذه الاتفاقية بدأت من وقت طويل، وأنه تم تكثيفها خلال شهري أيلول وتشرين اول الماضيين،…لأنه كان مقررا توقيع الاتفاقية بين الاردن وإسرائيل في سكتلندا خلال مؤتمر المناخ الذي انعقد في المملكة المتحدة قبل أسبوعين…. يعني السلافة قديمة وليس كما قال وزير المياه… من الذي كان يفاوض باسم الأردن طيلة هذه الفترة… د ن علم الحكومة أو النواب أو الإعلام ؟؟؟

وفي الطرف المغربي… تكررت الصورة… فرأينا نفس الصهيوني المدرس في الجامعه، اعلن في تغريدة له بتاريخ 23 تشرين ثاني يوم الثلاثاء: ان الجزائر ستتقاسمها اسرائيل والمغرب… كما هو موضح بالصور المرفقة… ومرت تغريدته مرور الشياطين… دون أن نلتفت له أو لها… وبعد 24 ساعة فقط قامت المملكة المغربية الشريفة، بتوقيع اتفاقية امنية مع إسرائيل…

ثم وبعد كل هذا ، وبدون اي خجل، يتحدثون عن فجوة ثقة بين المواطن والحكومة ، وبين المواطن والنواب… أي ثقة هذه التي يتحدثون عنها… ؟؟؟

اقول للصهاينة:… اي تلحسوا بعضكوا…