مغالطات حول تاريخ الاردن ..والمؤرخ المجالي يعلق لوطنا اليوم على مقابلات “معرض اكسبو”

12 نوفمبر 2021
مغالطات حول تاريخ الاردن ..والمؤرخ المجالي يعلق لوطنا اليوم على مقابلات “معرض اكسبو”

وطنا اليوم – خاص –  علق المؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي على مجموعة وطنا اليوم حول ماتم تداوله عبر مواقع التواصل من فيديوهات ومقابلات خلال معرض اكسبو في الامارات  انتشرت فيها مغالطات عن تاريخ الاردن والثورة العربية الكبرى، حيث قال المجالي لوطنا اليوم :

الثورة العربية الكبرى بدأت من سوريا وانتهت في اليمن
ما الغرابة في هذا الامر ؟؟
اغنية سلوى وين ع رام الله جعلت من هذه المدينة ان تكون اردني.

ليس غريبا ان يكون معرضا اردنيا في بلد عربي تكون فيه مثل هذه التصريحات عن جزء من التاريخ ، وما الغرابة ان يسأل المذيع وهو جاهل بالمعلومات شخصا اخر تم تعيينه او له مياومات سفر واقامة وهو جاهل ايضا في تاريخ بلاده .
واضاف المجالي ، هذا ليس بجديد ، شخصيا كنت احضر معارض كتب ومهرجانات فنية في بلاد عربية يكون الجناح الاردني او التمثيل الاردني في أسوأ حالاته ، ومن الوهلة الاولى تلاحظ فقر الشكل والمحتوى ، حتى ان احد المعارض على الاغلب كان فارغا من اي موظف أردني ويكونون خارج المعرض وهذا ليس لمرة واحدة بل لأكثر .
تكون حسابات المعارض والمشاركة فيها واختيار المشاركين على اساس مادي لتوفير النفقات ، وبالطبع هناك اعتبارات اخرى ؟؟
ليس هذا فحسب بل حتى ان بسطات وأكشاك الكتب هنا في عمان – وهي معارض كتاب دائمة – لا تجد عناوين اردنية وطنية الا بالعدد القليل جدا ، بل ان بعض الكتب المحسوبة وطنيا – دون ذكر عنوانها – توضع شكلا مع ابراز صورة الغلاف لهدف أو اكثر .
وليس هذا المهم ما دام اننا نواجه سوء اختيار اعضاء لجان من اجل التطوير وغيرها ويتم الاختيار بشكل فوقي دون اعتبار للكفاءة والمقدرة ، والعامل المهم هنا الصداقة المصلحية باشكالها الدنيا وغير ذلك .

واكد المجالي ، دائما نلاحظ ان موضوع التاريخ الوطني غائب عن اية مهرجانات بسبب سوء التحضير والاعداد ، حتى ان احد المهرجانات حين يتم ارسال مواضيع المشاركة فيه يتولاها اشخاص محددين لتوزيع الادوار بينهم دون اعلام الاخرين لحصر المكاسب مع اقصاء من يعتقدون انه قد يحرز نجاحا . ، ولا اريد الخوض في كيفية تحقيق اي شيء.
لا يوجد من هو وصي على التاريخ ، ولكن علينا ان نتحدث بشفافية ونعرف اين نحن نقف من تاريخنا الوطني ، وبعض الهيئات الثقافية تسعى لاقامة مؤتمرات وطنية لكنها تجد العراقيل من داخل مكاتب المسؤلين خاصة ممن هم حول المسؤول الاول ،
هل لدينا وسائل واستراتيجيات (رغم انني اكره مصطلح استراتيجيات ) في كيفية نشر الثقافة الوطنية في الخارج وكيف نستغل المعارض والمؤتمرات وحتى السياحة في تعزيز والتعريف بالاردن . ؟؟

واشار المجالي في حديثه لوطنا اليوم قائلاً  : ما الغريب في ان نقول ان رام الله مدينة اردنية ؟ ربما كان لتأثير أغنية سلوى الاردنية ” وين ع رام الله ) في اعتبار ان رام الله مدينة اردنية .
واذا تصفحنا وسائل التواصل حول الكثير من قضايانا سنجد ما هو غريب ومتناقض مقابل ضعف ما ندفع به لهذه التواصل . خاصة في تناول حرب فلسطين 48 ا معركة الكرامة 68 او حتى وحدة الضفتين وفك الارتباط وغيرها .
وختم المجالي ما الغرابة اذن ان يكون هناك تصحيح لمسار الثورة العربية الكبرى وقد بدأت من سوريا ولا نعرف اين اتجهت ولكن انتهت في اليمن ، ليس ذلك اغرب ممن لا يستطيع ذكر حدود الاردن ، ولا يعرفون ابسط المفاهيم في سيرة الدولة ، ونحن نتطلع الى نهائية المئوية الثانية لربما يكون قد تحقق لدينا ثقافة وطنية مناسبة ، ونلاحظ حجم المزايدات كبيرا في مسارات غير اردنية لغايات انتخابية بالدرجة الاولى .
ولكن هل يمكن فتح هذا الملف لنعرف كيف تسهم مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الثقافة الوطنية ؟ هل يمكن ان ندرك ان شعارات بعض الهيئات لا تحمل معنى اردنيا واحدا وحتى بعض الاحزاب ؟ هل يمكن لنا تقييم الانتاج الثقافي لسنة سابقة ومعرفة حجم الاردن الثقافي والسياسي في هذا الانتاج ؟ هناك الكثير ولكن الحديث عن هذا الكثير سينطوي على حساسيات سياسية وغيرها ، ودائما يتم قمع الانتاج الثقافي الوطني والحديث عن الاردن الارض والسكان والتاريخ بدعوى الحساسيات وما شابه .