السجن الأكثر تحصيناً في إسرائيل والذي تمكن 6 أبطال من كسر شوكته

6 سبتمبر 2021
السجن الأكثر تحصيناً في إسرائيل والذي تمكن 6 أبطال من كسر شوكته

وطنا اليوم –  تمكن 6 أسرى محكومين بالسجن المؤبد فجر اليوم الاثنين، من الهروب من أشد السجون الإسرائيلية تحصينا، وهو سجن “جلبوع” الذي يقع قرب مدينة بيسان شمال فلسطين المحتلة.

ويطلق على سجن جلبوع وصف “الخزنة الحديدية” من شدة تحصينه وإجراءات الأمن المتبعة داخله.

ونشر الإعلام العبري صورة نفق استخدمه الأسرى للفرار من السجن، فيما أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن الأسرى الستة كانوا في زنزانة واحدة، وهم: 5 من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي، والسادس من نشطاء كتائب شهداء الأقصى.

وسجن جلبوع هو جديد نسبيا، ويقع في غور بيسان بجوار سجن شطة القديم ويعتبر جزءا منه، وافتتح في نيسان 2004 ويتكون من خمس أقسام وفي كل قسم هناك 15 غرفة وتتسع كل غرفة إلى 8 أسرى.

ومع بداية افتتاحه تم نقل مجموعة اعتبرت من النواة الصلبة للأسرى من كافة السجون مكونة من 70 أسيرا من مختلف التنظيمات، ضمن مخطط اسرائيلي يستهدف عزل النشطاء من الأسرى في هذا السجن الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة ومعقدة، بل ويعتبر حسب مصادر إسرائيلية السجن الأشد حراسة في السجون الإسرائيلية، حيث شُيد بإشراف خبراء أيرلنديين.

وباختصار، السجن قلعة حصينة أٌقيمت من الأسمنت المسلح والفولاذ ويحاط بجدار ارتفاعه تسعة أمتار ويوجد في أعلاه صاج مطلي وذلك كبديل عن الأسلاك الشائكة التي توجد عادة في جميع السجون، وقد نصب على جميع نوافذ السجن حديد تم تطويره في يطلق عليه “حديد نفحا” وهو عبارة عن قضبان مصنعة من الحديد والأسمنت ” لم يتمكن أحد في العالم حتى اليوم من نشره “.

وقد تم إدخال ” عنصر سري ” تحت أرضية السجن، ولا يسمح بالحفر، وإن تم إخراج جزء من الباطون الذي يغطي أرض السجن يتحول لون أرضية الغرفة إلى لون آخر يشير إلى محاولة حفر خندق.

ضربة تحت الحزام

ويقول الأسير المحرر محمود مردواي، إن الهُروب من سجن جلبوع في بيسان شمال فلسطين المحتلة فجر اليوم الاثنين يذكر بعملية الهروب الكبير في عام 1968، ومحاولة الهروب قبل عشرين عاما من نفس المعتقل.

ويعتبر مروداي أن “عملية الهروب المباركة” تشكل ضربة تحت الحزام للأمن الإسرائيلي، “إذ أن مديرية السجون وأجهزتها المختلفة تتخذ عدة إجراءات لمنع حدوث عملية هرب من هذا النوع والإجراءات المتبعة تكون على النحو التالي:

1-صب أرضيات الغرف بطبقة خرسانية مع حديد مقوى متين جدا.

2-حديد فولاذي مصبوب بمادة خاصة قوية على النوافذ فيها حساسات إنذار مبكر تحذر السجانين عند قصها ممن يحاول الهرب.

3-جدران سميكة من الباطون المسلح.

4-سور داخلي طوله ثمانية أمتار وعليه أسلاك شائكة.

5-كلاب حراسة موزعة حول أسوار السجن تغطي كل المسافات الفاصلة بينها.

6-سور عال من الأسلاك الشائك.

7-شارع يحيط بالسجن تدور حوله دوريات بشكل مستمر للتأكد من سلامة الإجراءات.

8-أبراج عالية موزعة على نقاط متفرقة تغطي السجن من كل الأطراف تشاهَد بالعين المجردة والكاميرات الإلكترونية فائقة الدقة.

ويضيف مرداوي أن جهاز الأمن في السجن المذكور يتولى منع هروب الأسرى ومسؤول عن فحص هذه الإجراءات والتأكد من أنها فعالة، وبشكل دائم يجري عمليات فحص دورية على النحو التالي:

1-فحص الأرضيات بالطرق عليها وعلى الجدران والنوافذ 3 مرات يوميا بأدوات خاصة لهذا العرض.

2-التنقلات المستمرة في داخل الغرف للمؤبدات والأسرى الذين من المحتمل انهم يفكرون بالهرب وهذا يتولى تنفيذه جهاز المخابرات في مديرية السجون.

3-إعطاء وسم توصيف على كرت كل أسير من هؤلاء الأسرى المحتمل تفكيرهم بالهرب حتى يوضعوا تحت الأضواء والمراقبة الدائمة ويتم نقلهم بين الغرف والأقسام والسجون المختلفة.

4-التفتيشات المستمرة تحت مسميات ومبررات متعددة كل فترة، مثل جرد الملابس والتفتيش على جوالات والرش وما شابه في سبيل منع الأسرى من الاستقرار والتغطية على عملية هروب محتملة.

العقل الفلسطيني يهزم العقل الإسرائيلي

ويقول الأسير المحرر مرداوي “إنه ورغم كل الإجراءات الظاهرة والخفية تمكن الأبطال من الحفر بأدوات بدائية بدون صوت يسمع وكمية هائلة من التراب تخرج من النفق ويتم التخلص منها بطرق ووسائل شتى دون أن تلحظ هذه المنظومة الكاملة المتكاملة؟.. إنها الهزيمة للعقل الإسرائيلي وانتصار للعقل الفلسطيني”.

ويضيف “التجربة أثبتت أن الأسرى الفلسطينيين مستمرون في محاولة الهرب، وقد شهدت السجون عشرات المحاولات منها ما نجح ومنها من اكتُشف أثناء التنفيذ في مرحلة من مراحل العملية في حرب أدمغة مستمرة لا تتوقف على الجبهات المختلفة وخطوط النار الملتهبة”.

ويتابع “هذه العملية موجعة جدا للأمن الاسرائيلي، تذكر بعملية الهرب من سجن عسقلان والتي وصفت بالعملية الهوليوودية نظرا لدقتها وبراعة تخطيطها وشجاعة من قاموا بتنفيذها في حينه”.