وطنا اليوم:ما تزال مراكز تجارية محلية متمسكة بقرار مقاطعة المنتجات الفرنسية بعد توتر شديد خيم على علاقات دول عربية وإسلامية بجمهورية فرنسا على خلفية نشر كاريكاتورات جسدت النبي محمد عليه الصلاة والسلام برسومات مسيئة.
وبعد أن تطورت الأزمة حين صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن حكومته تدعم حرية التعبير بغض النظر عن إسائتها للآخرين توسعت حملات المقاطعة في خطوة تهدف للرد على السياسات الفرنسية في هذا الإطار.
وقامت مراكز تجارية بتفريغ أرفف البيع لديها من المنتجات الفرنسية قبل نحو ثلاثة أسابيع فور انتشار حملات المقاطعة بينما قامت مراكز اخرى بتغطية المنتجات الفرنسية وكتبت عليها لافتات تحمل عبارات تدعو للمقاطعة نصرة للرسول عليه الصلاة والسلام، علما أن مراكز تجارية لم تتخذ أي قرار باتجاه المقاطعة وكذلك مواطنون.
وأخذت حملات المقاطعة، التي تقترب من أسبوعها الرابع، طابعا شعبيا وقد انطلقت في عدد من دول العالم لاسيما بعد ان اعادت الحكومة الفرنسية نشر الرسوم على بعض المباني الحكومية في العاصمة باريس بتقنيات حديثة. واشتدت حملات المقاطعة في الدول العربية والاسلامية في ظل تمسك الرئيس الفرنسي ماكرون بمبدأ “حرية التعبير” وعدم قدرة بلاده على منع الرسوم المسيئة.
ورغم أن ماكرون حاول تبرير موقفه فيما بعد أثناء مقابلة مع قناة إعلامية عربية إلا أن دعوات المقاطعة استمرت في أكثر من بلد.
وشهدت الأسواق المحلية تضامنا مع الحملة بعد أن قرر مواطنون وأصحاب محال مقاطعة المنتجات الفرنسية.
يأتي هذا في الوقت الذي تكشف فيه الأرقام الرسمية أن جمهورية فرنسا تشكل ثالث أكبر دولة من بين دول الاتحاد الأوربي التي يستورد منها الأردن.
وتشير الأرقام إلى أن قيمة المستورادت من فرنسا حوالي 301.5 مليون دينار خلال العام الماضي وفق تحليل لواقع بيانات احصائية رسمية.
وبحسب التحليل على واقع مستوردات المملكة من دول الاتحاد الاوروبي خلال العام الماضي جاءت المانيا بالمرتبة الاولى بقيمة استيراد بلغت 583.8 مليون دينار تلتها ايطاليا بقيمة 432.2 مليون دينار. وعند تحليل واقع التبادل التجاري بين الأردن وفرنسا يظهر أن حجم التبادل التجاري وصل بين البلدين خلال العام الماضي إلى 306.4 مليون دينار شكلت منها الصادرات الأردنية 4.9 مليون دينار فقط والمستوردات منها بلغت 301.5 مليون دينار بعجز وصل الى 296.6 مليون دينار.
وتراجعت مستوردات المملكة من فرنسا خلال العام الماضي بنسبة 11 % لتبلغ 301.5 مليون دينار مقابل 338.6 مليون دينار مقارنة بالعام 2018. وانخفضت مستوردات المملكة من فرنسا خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي بنسبة45.1 % بسبب جائحة كورونا لتصل الى 122.6 مليون دينار مقابل 225.1 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
كما تظهر الاحصاءات انخفاض صادرات المملكة الى فرنسا خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي بنسبة 32.4 لتصل الى 2.5 مليون دينار مقابل 3.7 مليون دينار.
وعلى صعيد تفاصيل المستوردات من فرنسا على قائمة السلع الأكثر استيرادا من فرنسا للعام 2018 وهي آخر ارقام محدثة لدى الجهات الرسمية. وبلغت قيمة مستوردات المملكة من فرنسا من منتجات صناعة الألبان، بيض طيور، عسل طبيعي، منتجات صالحة للأكل من أصل حيواني 7 مليون دينار، فيما بلغت قيمة مستوردات الحبوب 29 مليون دينار . كما تظهر تلك الاحصاءات استيراد المملكة سكر ومصنوعات سكرية بقيمة 2 مليون دينار ومحضرات اساسها الحبوب، او الدقيق او النشاء او الحليب أو الفطائر بقمية 7.9 ملايين دينار ومحضرات غذائية منوعة بقيمة 4.2 مليون دينار اضافة الى مشروبات، سوائل كحولية وخل بقيمة 1.9 مليون دينار
كما استوردت المملكة تبغ وابدال تبغا مصنعة من فرنسا خلال تلك الفترة بقيمة 6 ملايين دينار ووقود معدني، ومنتجات تقطيرها، مواد قارية، شموع معدنية بقيمة 80.5 مليون دينار.
ومحضرات الصيدلة بقيمة 43.7 مليون دينار وزيوت عطرية ومستخلصات مواد راتنجية رزينويد محضرات عطور او تطرية (كوزماتيك) أو تجميل – تواليت بقيمة 18 مليون دينار.
كما استوردت منتجات كيماوية منوعة بقيمة 4 ملايين دينار وورقا وورقا مقوى، مصنوعات من عجينة السيليلوز وورقا وورقا مقوى – كرتون بقيمة 5.6 ملايين دينار وعربات سيارة جرارات، دراجات وعربات ارضية اخر ، اجزاؤها ولوازمها بقيمة 11.8 مليون دينار دوات واجهزة للبصريات او التصوير الفوتوغرافي او السينمائي بقيمة 5.6 ملايين دينار.
كما تم استيراد آلات واجهزة ومعدات كهربائية واجزاؤها،اجهزة تسجيل واذاعة الصوت اجهزة تسجيل واذاعة الصور والصوت في الاذاعة المرئية (تلفزة)، بقيمة 12 مليون دينار وادوات واجهزة للبصريات او التصوير الفوتوغرافي او السينمائي او للقياس او للفحص وادوات واجهزة دقيقة، ادوات واجهزة للطب والجراحة بقيمة 5.9 مليون دينار.
ويشار إلى إن إجمالي الاستثمارات الفرنسية في الاردن يقدر بحوالي 5 مليارات دينار تركزت في قطاعات النقل والطاقة والاتصالات والمياه اضافة الى القطاع المصرفي بحسب تصريحات رسمية سابقة.
ويقول صاحب مركز تجاري ياسر العبادي ” لا يوجد اقبال على شراء المنتجات الفرنسية داخل محله منذ بداية حملة المقاطعة لهذه المنتجات التي بدأت قبل حوالي اسبوعين على خلفية تصريحات “مسيئة” للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
ولفت الى قيامه بوضع يافطة عن المنتجات ذات المنشأ الفرنسي كتب عليها (هذه منتجات فرنسية لا تشتريها نصرة للرسول).
وأكد العبادي وقف كافة اشكال التعامل وتوريد المنتجات الفرنسية الى المركز التجاري الذي يملكه الى حين صدور اعتذار واضح وصريح من قبل الرئيس الفرنسي عن الاساءة للنبي محمد عليه السلام.
وأكد مدير عام سلسلة مراكز تجارية د.ليث أبو هلال وقف توريد المنتجات الفرنسية الى المراكز التجارية التابعة لهم منذ صدور حملة المقاطعة لهذه المنتجات نصرة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال ابو هلال ” لا يوجد اقبال على شراء المنتجات الفرنسية وان عملية الترويد متوقفة الى حين صدور اعتذار من قبل السلطات الفرنسية عن الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم” مشيرا الى قيام الادارة بتغطية كامل المنتجات الفرنسية داخل جميع المراكز التجارية التابعة لهم وذلك تجنبا لبيعها.
وقال صاحب سوق تجاري حمادة العقرباوي ان “حملات المقاطعة للمنتجات الفرنسية مستمرة ولن يتم عرض هذه المنتجات بشكل نهائي”. واضاف “تم ازالة جميع البضاعة والمنتجات ذات المنشأ الفرنسي عن ارفف السوق وذلك رفضا لتصريحات السلطات الفرنسية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام”.
وتصدر في الأردن وسم #مقاطعةالمنتجاتالفرنسية، موقع “تويتر” وتم ادراج خلاله قوائم لأسماء أبرز المنتجات الفرنسية الموجودة في الأسواق المحلية من مواد غذائية وعطور ومستحضرات تجميل وملابس اضافة الى تغريدات من قبل مواطنين كرد فعل استنكاري للاجراءات التي اتخذها الرئيس الفرنسي ماكرون، والتي اتجهت نحو إهانة الدين الإسلامي من خلال السماح لنشر رسومات كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.الغد