وطنا اليوم:هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك دول تتقن اللغة العربية رغم أنها غير عربية، إذ تعيش البلدان العربية انفصاما لغويا، سواء تعلّق الأمر بالتضارب بين العربية الفصحى والعامية، أو بمزج اللهجات المحلية بين العربية ومفردات مختلفة من لغات أجنبية.
ففي الوقت الذي توصف دول بأنها عربية وهي لا تتحدّث حتى العربية، بل إن الأخيرة ليست اللغةَ المعتمَدة فيها رسميا، هناك دول أخرى “غير عربية” لكن سكانها يجيدون التحدث باللغة العربية بكل طلاقة.
في المقال التالي، نقرّبكم من هذا الموضوع، ونستعرض لكم مناطق و دول تتقن اللغة العربية كما يلي:
أقاليم و دول تتقن اللغة العربية رغم أنها غير عربية
“أحواز” إيران
اقتطعت إنجلترا هذا الإقليم من أراضي العراق وضمّته، في 1925، إلى إيران. كان المقابل هو أن تقلص روسيا نفوذها في إيران بعد سيطرة الأخيرة على إقليم “عربستان” في 1925.
وقد اتبعت سلطات الإقليم سياسات التمييز ضد العرب في كل من التوظيف والثقافة، وهكذا مُنع السكان من تعلّم العربية وحُرموا من استعمالها في مناسباتهم.
وتنتهي أصول عرب إقليم “الأحواز” إلى بعض القبائل العربية الأصيلة، منها بنو تميم وبنو كعب وخزرج وبنو كنانة وبنو طرف والسواعد وآل كثير وآل خميس وربيعة.
دول تتقن اللغة العربية: تشاد
تتجمّع في تشاد أزيدَ من 200 جماعة عرقية ولغوية. وتعدّ العربية والفرنسية اللغتين الرسميتين في تشاد، فيما تأتي المسيحية والإسلام على رأس الديانات التي يعتنقها معظم سكان الإقليم.
بعد ثمانية قرون من ميلاد المسيح، أقيمت في تشاد مملكة “كانم”، وكانت المملكةَ العربية الإسلامية الأولى في التاريخ.
وقد قامت هذه المملكة في الشمال الشرقي لبحيرة تشاد. في حدود القرن الثّالث للهجرة، اتسع نفوذ المملكة حتى شمل السّودان الأوسط كله. لكنْ في 1920 وقعت في قبضة المستعمر الفرنسي.
دول تتقن اللغة العربية: إقليم “أزَواد”
بعد قيادتها ثورةَ الطوارق في 2012، أعلنت منظمة “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” استقلال هذا الإقليم عن مالي في 6 أبريل من العام نفسه.
غير أن هذه “الدولة” لم تحظ بأي اعتراف، إقليمي أو دولي. ومن بين اللغات الرّسمية في “أزَواد” اللغة العربية ولهجة الطوراق المحلية.
إثيوبيا.. إقليم “تقراي”
يقع إقليم “تقراي”، وعاصمتُه مغلى، في شمال إثيوبيا. وقد كانت علاقة هذا الإقليم باللغة العربية، التي تتحدّث بها نسبة كبيرة من سكانه، وطيدةً منذ القدم.
ففي عهد “الدرق” (نظام عسكري ماركسي) تعرّض الإقليم لقصف شرس من طائرات “الدرق”. وقد نزح ما يفوق مليون شخص نحو الأراضي السّودانية، ومن هناك واصلتْ نسبة كبيرة منهم رحلتها نحو دول الخليج.
وفي الوقت الذي مكث بعضهم بين خمس وعشرة أعوام، عاد آخرون إلى وطنهم بعد سقوط ذلك النظام في 1991. وقد كان لكل هذه العوامل دور محوريّ في تعلم سكان تقراي اللغةَ العربية.
وقد تلقّى بعض أبناء هذا الإقليم تعليمهم في في جامع “الأزهر” ومعاهد مختلفة في مصر، فينا تعلّم آخرون في جامعات سودانية ودرس آخرون في كلية الدعوة الإسلامية في ليبيا.
دول تتقن اللغة العربية: إرتيريا
تحدّ هذا البلدَ الإفريقي، وعاصمته أسمرة، إثيوبيا من الجنوب وجيبوتي من جهة الجنوب الشّرقي والسودان، غرباً والبحر الأحمر والمحيط الهندي من جهة الشرق.
وتعدّ العربية قاسما مشتركا بين كلّ الأعراق الإثنية في إرتيريا. ويتم التواصل بهذه اللغة بين كل هذه الجماعات التي تجهل كل واحدة منها لغات الجماعات الأخرى.