التصريحات الملكية وأصداؤها في الصحافة الإسرائيلية: قراءة في الموقف الأردني من نتنياهو

دقيقتان ago
التصريحات الملكية وأصداؤها في الصحافة الإسرائيلية: قراءة في الموقف الأردني من نتنياهو

الدكتور أحمد الطهاروة

أثارت تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني، التي عبّر فيها صراحة عن عدم ثقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفاعلاً واسعاً في الصحافة الإسرائيلية. فقد قرأت الصحف العبرية هذه الكلمات باعتبارها رسالة سياسية دقيقة تعبّر عن موقف أردني ثابت، يرى أن التعامل مع نتنياهو أصبح عبئاً على أي عملية سلام جادة، وأن التغيير في إسرائيل بات ضرورة لاستعادة التوازن في الإقليم.

في المقابلة التي أجراها جلالته مع برنامج “بانوراما” على قناة BBC، أشار الملك إلى أن الشرق الأوسط “محكوم عليه بالهلاك” إن لم تُقم دولة فلسطينية مستقلة، لكنه في الوقت ذاته عبّر عن ثقته بوجود شخصيات إسرائيلية يمكن للعرب العمل معها، في تلميح ذكي إلى أن المشكلة ليست مع الشعب الإسرائيلي، بل مع قيادته اليمينية المتطرفة التي رهنت السلام للانتخابات والسياسة الداخلية.

هذه التصريحات جاءت امتدادًا لنهج أردني متّزن يقوم على الواقعية السياسية دون التفريط بالثوابت. فالأردن، الذي يتحمّل عبء القضية الفلسطينية منذ عقود، يدرك أن أي سلام حقيقي لا يمكن أن يقوم على الأكاذيب أو الوعود المؤقتة، بل على العدالة التاريخية وحق تقرير المصير.

وقد ركّزت تحليلات إسرائيلية على أن الملك عبدالله الثاني هو من القلائل الذين ما زالوا يتمسكون برؤية حل الدولتين بوضوحٍ وشجاعةٍ رغم انهيار الإيمان بها داخل إسرائيل نفسها.

إن ما قاله الملك لم يكن تصريحاً عابراً، بل تحذيراً استراتيجياً من خطر استمرار الاحتلال والإنكار، ومن فقدان إسرائيل لأصدقائها الحقيقيين في المنطقة.