لا أحد يملك مفاتيح الغيب… ولا حتى ديوان الخدمة

24 ثانية ago
لا أحد يملك مفاتيح الغيب… ولا حتى ديوان الخدمة

بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور

“لا وظائف للأردنيين من الجيل القادم!”
عبارة صادمة خرجت من فم مسؤول رفيع في ديوان الخدمة المدنية، فزلزلت القلوب وأثارت الخوف في نفوس الشباب، وكأن أبواب السماء قد أُغلقت، ومفاتيح الأرزاق قد سُحبت من يد الله ووُضعت على مكتبٍ حكومي!

أيها المسؤول الكريم، تمهّل قليلًا…
كلمتك هذه ليست رقمًا في تقرير، ولا جملة عابرة في مقابلة صحفية، بل هي سهم في صدور جيلٍ كامل يحلم، ويكدّ، ويصبر. جيلٌ يؤمن أن رزقه بيد الله لا بيد ديوان الخدمة ولا أي مؤسسة على وجه الأرض.

من أنت حتى تحكم على المستقبل باليأس؟
هل أوحى إليك ربك أن خزائن الرزق قد نفدت؟
هل اطّلعت على الغيب فعلمت أن الله لن يفتح بعدُ أبواب رزق جديدة؟

يا سيدي، إن الله الذي خلقنا تكفّل برزقنا، فقال:
“وما من دابّةٍ في الأرض إلا على الله رزقها”
فمن يتجرّأ بعد هذا الوعد الإلهي أن يقول “لا وظائف”، أو “انتهت الفرص”، أو “ضاق الرزق”؟
الرزق لا يُقاس بعدد الشواغر في ديوان الخدمة، ولا بموازنات الدولة، بل يُقاس بقدر الإيمان في القلوب، وبالعمل الصادق الذي يُباركه الله ولو كان يسيرًا.
كلمتك، يا من قلتها، قد تُحبط آلاف القلوب، لكنها لن تُبدّل سنة الله في خلقه.
فالله يرزق العامل في متجره، والزارع في أرضه، والطبيب في عيادته، والمعلم في مدرسته، ويرزق من لا يملك إلا الدعاء والإصرار.
أيها الجيل القادم…
لا تصدّق من يتألّه على الله بلسانه.
لا تجعلوا من كلمات اليأس قانونًا تسيرون عليه.
فأنتم أبناء وطنٍ وملكٍ علّمنا أن الإرادة تصنع المستحيل، وأن الأردن قام على سواعد مؤمنة لا تعرف الهزيمة.
واعلمواأن الأرزاق بيد الله، لا بيد تصريحٍ ولا مسؤول.
ومن ظن أن الغد مظلم، فليتذكر أن الشمس تشرق كل يوم من جديد، وأن الله لا ينسى أحدًا من عبادة
كفى تخويفًا للناس بألسنتنا، وكفى تجرؤًا على علم الله.
قل خيرًا أو فاصمت، فاليأس ليس وجهة نظر، والتألي على الله خطيئة لا تغتفر إلا بتوبة صادقة.