بقلم ماجد ابورمان
قرأت كما قرأ غيري تصريحًا منسوبًا للعين الحالي والنائب السابق، “المعارض الشرس” عمر عياصره، يتحدث فيه عن مصلحة الأردن بقبول خطة ترمب. لم يُفاجئني التصريح بحد ذاته، بل فاجأني هذا الانقلاب السريع من لغة المواجهة إلى لغة التبرير، من نبرة المعارضة إلى خطاب الدفاع الرسمي.
المأساة ليست في التصريح وحده، بل في اللعبة المكرّرة التي نحفظها عن ظهر قلب:معارضه شرسه ثم نائب يعلو صوته على المنابر، يشد أزر الناس بكلمات “الحق” و”الموقف”، والهويه الأردنيه الهويه الأردنية التي بنيت على فكرة القوميه والمقاومه ولعل سعادته نسي أو تناسى ذلك ثم ما إن يطرق باب الأعيان أو يتم الوعد بالوزارة حتى يخلع قميص المعارضة ويرتدي بدلة السلطة.
والسيناريو هو هو ثلاثة أشهر لقب “معالي”، ثم حقيبة سفر إلى سفارة، ثم نعود لنرى الممثل نفسه بدورٍ جديد، وكأننا لم نملّ من المسرحية الرديئة.
الخاسر الوحيد في هذه الكرّة الأبدية هو الوطن. الوطن الذي تتأرجح الثقة بدولته مع كل تصريح من هذا النوع؛ وهنا نصل للإجابه الصادقة واليقين لماذا فقد المنصب الرسمي ثقله ولماذا لم يعد الوزير وزيراً بالمعنى الحقيقي بل أصبح اللقب مصدر للسخريه بل وكلما تحدث هؤلاء كلما إستنفر الشارع وإستشاط غضبآ ولعن الدوله ومؤسساتها أليس من الذكاء أن تقوم الدوله بتغيير هذه الأدوات الباليه
لأن الوطن الخاسر الأكبر والوحيد الذي يدفع ثمن تجريب الأشخاص على حساب ثوابته. أما الشعب، فقد صار الجمهور الصامت في مسرحية يعلم نهايتها مسبقًا، لكنه يُجبر على دفع ثمن التذكرة كل مرة.والله يعلم كيف يكون القادم
سعادة العين
أي مصلحة للأردن في خطة يعرف الجميع أنها لم تكن يومًا إلا حبرًا على ورق؟ أي “واقعية سياسية” هذه التي تطلب منّا أن نصدق عدواً يكذب كما يتنفس؟ الأخطر من الصفقة ذاتها هو استمراء بعض الشخصيات السياسية لعب دور “محامي الدفاع عن مصلحة الأردن” وكأن الشعب قاصر لا يعرف أين تكمن مصلحته.
إنها ليست زلة لسان ولا اجتهادًا سياسيًا؛ إنها دلالة على مرض أعمق: معارضة موسمية، وشعارات مؤقتة، ومواقف مرهونة بالكراسي. وفي النهاية، يظل الوطن هو المقهور الوحيد، تتلاعب به الألسنة كما تتلاعب الرياح بأوراق الخريف.
#ماجدـابورمان