وطنا اليوم_قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن جنازة الشهيد ماهر الجازي تُعد لوحة فنية تجسّد عملاً بطولياً يأتي استجابة لظلم تاريخي وقع على الأشقاء في فلسطين وغزة.
وأوضح خلال حديثه لصحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية، الثلاثاء، أن الهتافات التي ترددت في مراسم التشييع، والقبضات المرفوعة، لم تكن من أجل الجازي فقط، بل من أجل كل فلسطيني تم إسكاته، أو تهجيره، أو قتله.
وبيّن الحوارات أن الجنازة أضحت وكأنها شكل من أشكال المقاومة، وتحدٍ غير معلن يتجاوز الحاجة إلى الخطب السياسية أو التصريحات الدبلوماسية، فقد كانت قد قالت ما عجز كثيرون عن قوله. وذكر أن الرسالة التي مررتها جنازة الشهيد الجازي هي أن النضال من أجل فلسطين، والكرامة، والعدالة سوف يستمر، بغض النظر عن التضحيات التي لابد من تقديمها.
وأكد الحوارات أن الشهيد الجازي قدم نموذجاً للأردنيين الذين يصرخون بشكل جماعي ضد نزع الصفة الإنسانية بشكل منهجي عن شعب تحول وجوده إلى مجرد إحصاءات في نظر مجتمع عالمي يغض الطرف عنه.
وأوضح أن سياسات إسرائيل، من مصادرة الأراضي إلى الحرمان المنهجي من حقوق الإنسان الأساسية، أدت إلى قناعة متنامية وهي أن السلام ليس مجرد أمر بعيد المنال، بل إنه مستحيل في ظل الظروف الحالية، فلم يعد الأمر يتعلق بالسياسة بل بالبقاء والكرامة والحق في الوجود.