وطنا اليوم:حذر علماء المناخ من عواقب وخيمة على الحياة البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وسط موجة من الحر الشديد وارتفاع استثنائي في درجات الحرارة، مما يهدد بفقدان التنوع البيولوجي.
زوصلت حرارة البحر الأبيض المتوسط إلى مستويات غير مسبوقة في وقت قياسي بلغت 28.7 درجة مئوية نتيجة حرارة الصيف الحارقة.
وبات هذا البحر الأكثر حرارة وأكثر البحار المغلقة ملوحة في العالم، ما شكّل بيئة مناسبة لقناديل البحر، بحسب ما نقلته شبكة (سي إن إن) الإخبارية اليوم الجمعة عن “الصندوق العالمي للطبيعة”.
وارتفعت درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط بين عامَي 1985 و2006 ثلاث مرات أسرع من المعدل العالمي للمحيطات، ليصبح أسرع البحار احترارا على هذا الكوكب.
وأوضح العلماء أن موجات الحرارة البحرية تحدث بسبب تيارات المحيطات التي تتكون من مناطق من الماء الدافئ. ومثل نظيراتها على الأرض، فإن موجات الحرارة البحرية أطول وأكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
وقال عالم أحياء ، وأحد مؤلفي الورقة البحثية، إن المياه قبالة إسرائيل وقبرص ولبنان وسوريا هي “بالتأكيد النقطة الأكثر سخونة في البحر الأبيض المتوسط”، مبينا أن متوسط درجات حرارة البحر في الصيف يزيد باستمرار عن 31 درجة مئوية.
وحذر من أن ارتفاع درجة حرارة البحر يدفع العديد من الأنواع المحلية من الكائنات البحرية إلى حافة الهاوية، مبينا أن ما يشهده هو وزملاؤه فيما يتعلق بفقدان التنوع البيولوجي هو ما يتوقع حدوثه غربا في البحر الأبيض المتوسط باتجاه اليونان وإيطاليا وإسبانيا في السنوات القادمة.
وعلى الرغم من أنه يمثل أقل من 1٪ من مساحة سطح المحيطات العالمية، إلا أن البحر الأبيض المتوسط هو أحد الخزانات الرئيسية للتنوع البيولوجي البحري، حيث يحتوي على ما بين 4٪ و18٪ من الأنواع البحرية المعروفة في العالم.
وكشف العلماء أن موجات الحرارة البحرية قد تكون لها أيضا عواقب وخيمة على البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط وعلى أكثر من 500 مليون شخص يعيشون هناك، إذا لم يتم التعامل معها قريبا، محذرين من أنه سيتم استنفاد مخزون الأسماك وستتأثر السياحة سلبا، حيث يمكن أن تصبح العواصف المدمرة أكثر شيوعا على الأرض.
وأدى تغيّر المناخ إلى ارتفاع درجات حرارة الهواء في البحر الأبيض المتوسط، ما رفع درجة حرارة سطح المياه وتبخرها.
كما لم تعد مياه المحيط الأطلسي تتدفق بكميات كافية إلى البحر.
وانخفض تدفق الأنهار بسبب الجفاف وإقامة السدود، ما أسهم في جعل البحار أكثر ملوحة وسخونة