وطنا اليوم:ما القاسم المشترك بين البابا فرنسيس ودونالد ترامب وبيونسيه؟ جميعهم فقدوا الخميس العلامة الزرقاء لتوثيق حساباتهم على “تويتر”، بعدما نفذت المنصة المملوكة لإيلون ماسك تهديدها بسحب هذه الشارة الشهيرة من أي حساب لا يدفع صاحبه مقابل التوثيق.
فقد أخذ شكل الشبكة الاجتماعية بالتغيّر سريعا، الخميس، مع سحب العلامات الزرقاء التي كانت تُمنح منذ سنوات بمجرد التحقق من هوية المستخدم، وفق شروط معينة بينها شهرة صاحب الحساب.
وظهر حساب بابا الفاتيكان فرنسيس الذي يتابعه 18.8 مليون شخص بدون علامة التوثيق، وكذلك الحال بالنسبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمغني الكندي جاستن بيبر واللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو.
من جانبها، خسرت المغنية الأمريكية بيونسي العلامة الزرقاء عن حسابها الذي يتابعه 15.5 مليون شخص من حول العالم.
وانضم سائق الفورمولا وان البريطاني الشهير لويس هاميلتون، إلى قائمة المشاهير الذين خسروا علامة التوثيق، إذ أُزيلت العلامة عن حسابه الذي يتابعه 8 ملايين شخص.
كما اختفت العلامة الزرقاء من حسابات شخصيات مثل بيل غيتس، وليدي غاغا، وكذلك من حسابات الكثير من الصحفيين والأساتذة الجامعيين والناشطين، بمن فيهم حتى جاك دورسي، مؤسس “تويتر”.
على الجانب السياسي، سُحبت علامة التوثيق الزرقاء من حسابات الكثير من المسؤولين، لكن بعضهم حصل على علامة التوثيق الرمادية المخصصة للحسابات الحكومية أو بعض المنظمات.
وهذه حالة كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي.
وباتت العلامة الزرقاء تشير حاليا إلى المستخدمين الذين يدفعون ثمانية دولارات شهريا للحصول على هذه الشارة ومزايا أخرى (زيادة الرؤية للحسابات، وامتيازات تقنية، وإعلانات أقل)، مثل دونالد ترامب جونيور أو دالاي لاما.
وغرّد ماركيس براونلي، وهو صانع محتوى لديه ستة ملايين متابع، عبر حسابه: “أعلم أني سأتلقى انتقادات لأني احتفظت بالعلامة الزرقاء، لكن لا بأس، أحتاج إلى خاصية تعديل التغريدات”.
ماسك يدفع من ماله
وأبدى آخرون استغرابهم إزاء هذه الخطوة، على غرار الكاتب الشهير ستيفن كينغ الذي يتابعه سبعة ملايين حساب.
وكتب عبر المنصة: “حسابي على تويتر يذكر أني اشتركت بخدمة (تويتر بلو). هذا خطأ. حسابي على “تويتر” يقول؛ إني أعطيت رقم هاتفي (للتوثيق). هذا خطأ”. فرد عليه إيلون ماسك بتغريدة كتب فيها “لا شكر على واجب”.
وأشار رئيس “تويتر” في تغريدة أخرى إلى أنه “يدفع شخصيا مقابل بعض الاشتراكات”.
وحصل تغيير آخر مثير للجدل على “تويتر”، إذ سُحبت علامتا “وسائل إعلام تابعة للدولة” و”وسائل إعلام ممولة من الحكومة”، الجمعة، من حسابات مؤسسات إعلامية حول العالم، على غرار الإذاعة العامة الأمريكية (إن بي آر) التي أوقفت نشاطها على “تويتر” أخيرا؛ احتجاجا على إلصاق هذا التصنيف على حسابها.
وتوضح “تويتر” عبر صفحة “مركز المساعدة” الخاصة بها، أنه “لا يتم تعريف المؤسسات الإعلامية التي تمولها الدولة، والتي تتمتع باستقلالية تحريرية، مثل BBC (بي بي سي) في المملكة المتحدة أو NPR (إن بي آر) في الولايات المتحدة على سبيل المثال، على أنها وسائل إعلام تابعة للدولة”.
وكانت صفحة “تويتر فيريفايد”، الحساب الخاص بالاشتراكات المدفوعة بخدمة “تويتر بلو”، قد حذرت الأربعاء بأن الشبكة الاجتماعية ستسحب في اليوم التالي علامات التوثيق الزرقاء التي حصل أصحابها عليها قبل شراء إيلون ماسك لتويتر نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضح الحساب الرسمي بأن “الأفراد يجب أن يشتركوا بـ(تويتر بلو) هنا إذا ما أرادوا الحفاظ على توثيق حسابهم على تويتر”.
ولم يتم اختيار يوم 20 نيسان/ أبريل عشوائيا لتنفيذ هذه الخطوة؛ إذ يرمز هذا التاريخ بصيغته الأمريكية (4/20) إلى الحشيشة في الولايات المتحدة.
ودأب ماسك، رئيس “تيسلا” و”سبايس اكس”، على إطلاق النكات حول هذا الموضوع، لدرجة أنه اشترى المنصة بسعر 54,20 دولارا للسهم.
السلطة للشعب؟
واضطر الملياردير إلى تأخير إطلاق “تويتر بلو” مرات عدة، مثيرا الارتباك والفوضى على الشبكة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أكد ماسك رغبته في “إعطاء مزيد من السلطة للشعب”، وإسقاط “نظام المالكين والقرويين الحالي، بين من لديهم العلامة الزرقاء ومن ليس لديهم إياها”.
وقال: “رسائل الحسابات الموثقة ستُنشر بصورة افتراضية”، فيما التغريدات العائدة لأشخاص لم يدفعوا مقابل التوثيق ستُعامَل مثل البريد غير المرغوب فيه (spam) في علب البريد الإلكتروني، وهو ملف “يمكن الاطلاع عليه رغم كل شيء”.
ومن شأن الاشتراك أيضا وفق ماسك المساهمة في التصدي للحسابات الزائفة أو المؤتمتة، وتنويع المداخيل، فيما ابتعدت علامات تجارية كثيرة عن المنصة.
فبين تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الثاني/ يناير، توقف ما يقرب من نصف المعلنين الرئيسيين الـ30 على “تويتر” عن شراء مساحات إعلانية عبر المنصة، وفق “باثماتيكس”.
وقالت المحللة لدى “إنسايدر إنتلجنس” جاسمين إنبرغ الأسبوع الماضي؛ إن العلامات التجارية تتجنب الإنفاق على منصة “تسيطر عليها الفوضى والتغييرات العشوائية والضبابية”.
وتوقعت شركة الدراسات هذه أن تتراجع إيرادات “تويتر” 28% هذا العام، فيما قد لا تعوض اشتراكات “تويتر بلو” العائدات الفائتة، وفق المحللة.
وأشارت إلى أن “العلامة الزرقاء لم تعد ضمانة للمصداقية”، مذ بات في إمكان أي كان الاستحصال عليها بمجرد دفع ثمنها