وطنا اليوم:بات الاتجاه للهواتف القديمة غير الذكية أو التي يطلق عليها “الهواتف الغبية”، يتصاعد، والاستغناء عن الهواتف التي تحتوي على تطبيقات تواصل اجتماعي وغيرها أكثر خلال الأعوام الماضية.
وأشارت “بي بي سي” إلى أن عمليات البحث عن “الهواتف الغبية”، قفزت على موقع غوغل بنسبة 89 بالمئة بين أعوام 2018-2021.
وبدأت شريحة واسعة من مستخدمي الهواتف الذكية في مختلف أنحاء العالم “ثورة” ضد أجهزتها الحديثة، وشرعت في العودة إلى عصر “الهواتف الغبية”
وقالت إن الهواتف القديمة، التي يطلق عليها “الغبية”، أصبحت تشهد انتشارا جديدا بين المستخدمين
يقول إرنست دوكو، خبير الهواتف النقالة إن إعادة طرح هاتف “نوكيا 3310” في عام 2017 والذي كان قد طرح في الأسواق للمرة الأولى في عام 2000، وكان واحدا من أكثر الهواتف المحمولة مبيعا في التاريخ، هي التي أشعلت فتيل تلك النهضة.
وتابع: “سوقت شركة نوكيا للهاتف 3310 بوصفه بديلا في متناول الأيدي في عالم يعج بالهواتف المحمولة عالية التقنية”.
ولفتت “بي بي سي” إلى أن خبير علم النفس بريزميك أولينيتشاك، استبدل هاتفه الذكي بهاتف نوكيا 3310 لأن بطاريته تدوم لوقت أطول، لكنه سرعان ما اكتشف أنه كانت هناك فوائد أخرى لذلك الهاتف.
وقال: “قبل ذلك، كنت ملتصقا بالهاتف على الدوام، أتابع أي شيء وكل شيء، أتصفح فيسبوك أو الأخبار، أو أي حقائق أخرى لم أكن بحاجة إلى أن أعرفها”.
وتابع: “أما الآن، فقد أصبح لدي المزيد من الوقت الذي أخصصه لأسرتي ولنفسي. من الفوائد العظيمة هو أنني لست مدمنا للإعجاب بالتعليقات، وإعادة نشرها، والتعليق عليها، أو وصف حياتي للآخرين. لقد بات لدي الآن المزيد من الخصوصية”
وفي هذا الصدد، أعلنت نوكيا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنها بدأت في استعادة جزء من سوق الهواتف المحمولة العام الماضي
وانطفأ بريق نوكيا، العلامة التجارية المفضلة لدى الأجيال السابقة، بعد الشعبية التي اكتسبتها هواتف سامسونغ وآيفون وغيرها، خلال السنوات الأخيرة
وأوضحت “ذا صن” أن الأجيال الجديدة نشأت في عالم الهواتف الذكية، التي تعمل باللمس، وتوفر مكتبة كاملة من التطبيقات والمميزات
وتابعت: “لكن الأمور بدأت تختلف الآن، حيث بدأت هذه الأجيال في تغيير هواتفها الحديثة للحصول على أجهزة بسيطة”
ويقول خبراء إن التأثيرات التي أحدثتها الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية ساهمت في رغبة الناس في هواتف بسيطة وتقليدية
ويشيرون إلى أن هذه الفئة من الناس تحاول حاليا الحد من استهلاكها للهواتف الذكية، بعد أن أصبحت “مدمنة” على الميزات، التي تمنحها دفعات سريعة ومؤقتة من هرمون السعادة “الدوبامين”
في المقابل، يرغب آخرون في الاعتماد على الهواتف “الغبية” في حياتهم ليكونوا أكثر حضورا في “العالم الحقيقي”