وطنا اليوم:يبدو أن معدلات الفقر ستواصل زحفها حتى عام 2030، رغم تراجع التضخم بنهاية 2022، ما يهدد مستقبل 574 مليون نسمة حول العالم.
ورغم أن بداية عام 2022 كانت مبشرة بآمال انحسار وباء كوفيد 19، وسط استعداد الجميع للخروج من جائحة استمرت عامين، حيث انتشرت التطعيمات ضد الوباء وعادت الدراسة، وعاد السفر مرة أخرى.
وفيما تهيأ العالم لعودة الحياة إلى شكلها الطبيعي، تسببت العديد من العوامل في العودة للخلف، نتيجة زيادة الطلب بعد الجائحة، وتضاعفت الأزمة بالحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة، ما أدى إلى زيادة تكلفة المعيشة.
وبالتالي، ارتفعت تكلفة الوقود والغذاء والسلع الأساسية مع ارتفاع معدلات التضخم في العديد من الأماكن حول العالم إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تفاقمت الأزمة الاقتصادية أيضا بسبب الصدمات المناخية، حيث شهدت أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، ما أدى إلى جفاف الأنهار وحرائق الغابات وندرة المحاصيل في جميع أنحاء القارة العجوز.
كما دفعت موجة الجفاف التي شهدتها منطقة القرن الأفريقي، والتي كانت الأطول والأقسى، المنطقة إلى حافة المجاعة، حيث يواجه بالفعل الملايين في إثيوبيا وكينيا والصومال الجوع.
وحتى في وجود الأمطار الموسمية الغزيرة في باكستان، فقد أدت إلى فيضانات شديدة، جرفت قرى بأكملها تاركة العديد من النازحين من دون منازل.
تقرير البنك الدولي عن الفقر
قال البنك الدولي – في تقريره عن الفقر: شكلت جائحة كورونا أكبر انتكاسة لجهود الحد من الفقر في العالم منذ عقود، وكان التعافي متفاوتًا.. وبنهاية عام 2022، سيبلغ عدد من يعيشون في فقر مدقع 685 مليون شخص، ما يجعل عام 2022 ثاني أسوأ عام على مستوى جهود الحد من الفقر في العقدين الماضيين (بعد عام 2020).
أرقام مفزعة
يؤدي الفقر إلى انتشار الحرمان والصراعات المالية، وفيما يلي بعض الأرقام المؤثرة التي تلقي الضوء على الأزمة العالمية:
ففي بريطانيا، يعيش 7.2 مليون شخص (تقريبًا واحد من كل 10) من دون الأساسيات، فيما لا يستطيع 4.7 مليون آخرين دفع فواتيرهم، بحسب منظمة Joseph Rowntree Foundation.
وقالت وكالة التنمية التابعة للأمم المتحدة كانون الثاني من هذا العام، إن تسعة ملايين شخص آخرين يتعرضون لخطر الوقوع في براثن الفقر في باكستان، بالإضافة إلى 33 مليونًا تضرروا من الفيضانات المدمرة الصيف الماضي.
وبلغت معدلات الفقر في مصر 27.9% عام 2022، ومن المتوقع أن يظل هذا المعدل ثابتًا عند 27.31% خلال 2023، بحسب بيانات Statista.
“ومن المتوقع الآن أن 7% من سكان العالم – نحو 574 مليون نسمة – سيظلون يعانون من الفقر المدقع في عام 2030 – وهذه النسبة كبيرة للغاية مقارنة بالهدف العالمي البالغ 3% في عام 2030، وفقا للبنك الدولي في كانون الأول 2022.
توقعات صندوق النقد الدولي
توقع صندوق النقد الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي أن يتباطأ النمو العالمي من 6.0% في عام 2021 إلى 3.2% في عام 2022، و2.7% في عام 2023.
ويعد هذا هو أضعف معدلات النمو منذ عام 2001 باستثناء الأزمة المالية العالمية والمرحلة الحادة لجائحة كوفيد-19.
كذلك توقع صندوق النقد ارتفاع معدل التضخم العالمي من 4.7% في عام 2021 إلى 8.8% في عام 2022، في حين سينخفض إلى 6.5% في عام 2023 وإلى 4.1% بحلول عام 2024.
وقال فان تروتسنبرغ، مدير العمليات بالبنك الدولي، لشبكة CNBC، في تشرين الأول الماضي: نرى أن معدلات الفقر المدقع ستزيد مرة أخرى.. إن عدد الأشخاص الذين يعيشون على 7 دولارات في اليوم يمثل 47% من سكان العالم [الذين يعيشون] في فقر”.