بسبب غلاء المعيشة .. النوم في شوارع لندن يسجل رقماً قياسياً

31 أكتوبر 2022
بسبب غلاء المعيشة .. النوم في شوارع لندن يسجل رقماً قياسياً

وطنا اليوم:تزايد عدد الأشخاص المشردين الذين ينامون بالعراء في العاصمة البريطانية لندن بنسبة 24% في العام 2021، بحسب ما توصل إليه إحصاء رسمي؛ مما يعني أنَّ أكثر من 3600 شخص اضطروا للنوم في شوارع العاصمة البريطانية بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن فرق التوعية عثرت على أكثر من نصفهم ينامون في ظروف قاسية لأول مرة بنسبة 35% أعلى من نفس الفترة من العام الماضي.
يعود التشرد في الشوارع في لندن إلى مستويات ما قبل الوباء، وتملأ الخيام والملاجئ المصنوعة من الورق المقوى المداخل والأزقة مرة أخرى.
من جانبهم، أرجع نشطاء مكافحة التشرد ارتفاع هذا العدد إلى عوامل ارتفاع الإيجارات الخاصة، وزيادة عمليات الإخلاء، والإحجام عن مغادرة الملاجئ المؤقتة والانتقال إلى مساكن دائمة، بسبب المخاوف من فواتير الطاقة التي لا يمكن تحملها.
بدورها، أعربت مؤسسة St Mungo الخيرية لمساعدة المُشرّدين العاملة في لندن، عن تخوفها من أنَّ “الأسوأ لم يأتِ بعد”.
بحسب الصحيفة البريطانية، يُعتقَد الآن أنَّ ما مجموعه 481 شخصاً يعيشون في الشوارع بدوام كامل؛ ارتفاعاً من 264 في بداية الوباء، عندما استُخدِمَت الفنادق للإيواء، وفي زيادة بنسبة 17% عن الأشهر الثلاثة السابقة، بينما هناك كثيرون يعيشون في الشوارع على فترات متقطعة.
تقول بترا سلفا، مديرة برنامج مساعدة الأشخاص الذين ينامون في ظروف قاسية في مؤسسة St Mungo’s: “لقد بدأنا نرى الآثار الخطيرة لتفاقم أزمة تكلفة المعيشة في الشوارع وفي خدماتنا”.
أضافت سلفا: “مع اقترابنا من فصل الشتاء، من المحتمل جداً أنَّ الأشخاص الذين يعيشون على الكفاف لن يستطيعوا الصمود دون مساعدة، نحن نطلب من الحكومة تعزيز المساعدات بما يتماشى مع التضخم، ورفع سقف المساعدات وإلغاء تجميد معدلات بدل السكن المحلي التي تحد من مدفوعات الرعاية الاجتماعية للإيجار”.
من جهته، قال بيلي هاردينغ، مدير السياسات والأبحاث في مؤسسة Centrepoint الخيرية التي تساعد الشباب المُشرّدين في لندن، إن “كل المؤشرات تدل على أنَّ النوم في ظروف قاسية والتشرد قد ارتفعا ارتفاعاً حاداً، لكن حجم هذه الزيادة مذهل”.
رأى هاردينغ أن احتمال إجراء مزيد من التخفيضات على المساعدات والخدمات العامة “يعني أننا نواجه الآن احتمالية مرعبة تتمثل في وجود أعداد قياسية من الأشخاص الذين ينامون في ظروف قاسية خلال أشهر الشتاء”.
ونصف الذين ينامون في ظروف قاسية في لندن هم مواطنون بريطانيون، في حين أنَّ أكبر عدد من الأجانب يأتون من رومانيا وبولندا، وتتراوح أعمار الغالبية بين 36 و55 عاماً، ويعاني نصفهم من مشكلات نفسية، وثُلثهم يحتاجون إلى مساعدة في الإقلاع عن المخدرات والشرب.
كذلك وصف مات داوني، رئيس المدير التنفيذي لمؤسسة Crisis الوطنية الخيرية لمكافحة التشرد، أرقام التشرد بأنها مخيفة، وقال إنه “من الكارثي أن نرى التقدم المذهل الذي أحرزناه في خفض التشرد أثناء الوباء يتبخر أمام أعيننا”.
أيضاً تشهد المؤسسة ارتفاعاً سريعاً في النوم في ظروف قاسية والتشرد الأوسع نطاقاً في أجزاء أخرى من المملكة المتحدة.
داوني حذر من أن هذه الأرقام تتفاقم بسبب أزمة تكلفة المعيشة، وقال إن “هذه الأوقات الاقتصادية العصيبة لا تؤدي إلا إلى تأجيج أزمة مشتعلة بالفعل منذ سنوات”.
دعا داوني الحكومة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في بيان تحديث خططها الاقتصادية لفصل الخريف من أجل الاستثمار في مزايا الإسكان، “إذ سيؤدي ذلك إلى وقف تدفق الأشخاص إلى شوارعنا، ومساعدة الأشخاص الذين لا مأوى لهم على تحمل تكاليف مكان للعيش”، بحسب قوله