صالح الشُراب العبادي
لم يعد في مقدور الشعب ان يتحمل اكثر من ذلك الفشل المدوي الذي حصل …
فشل ذريع في ادارة ملف المشاركة الأمنية للقوة الاردنية الاكبر في تاريخ المشاركات …
القوة الامنية من المتقاعدين التي توسم المتقاعدين بها خيراً وباب رزق فتح لهم ومشاركة امنية او تنظيمية من اجل انجاح الحدث الابرز في المنطقة والعالم الا وهو مونديال كأس العالم … في دولة قطر .
هذه التظاهرة الرياضية العالمية التي تقام كل اربع سنوات ، وتتقاتل عليها الدول تصويتاً وتحضيراً وتجهيزاً ..لما لها من اهمية عالمية و رفع اسم الدولة او الدول التي تحتضنها …
كان نصيب العرب هذه المرة في قطر .. تلك الدولة الصغيرة المساحة العظيمة التطلعات والكبيرة الانجازات .. وهذا الحدث يعتبر اكبر واعظم انجاز رياضي دولي عالمي على مر تاريخ الدول العربية …
من هنا سعت الدولة المنظمة ( قطر ) الى اخذ زمام الامور والاستعانة لانجاح هذا الحدث الكبير بتهدئة وبسط وتسهيل كل الاجراءات مع الدول العربية والدول المحيطة ، وفتح الافق مع الجميع ، جواً وبحراً وبراً … مع الحفاظ على الشكيمة القوية بتصريحات ومنشورات معتدلة صريحة جريئة لمنع اي مخالفات شاذة او غريبة على المجتمعات العربية المحافظة … علاوة على فتح المجال الجوي لاستغلال كافة شركات الطيران والشركات السياحية والشركات التنظيمية لانجاح ذلك الحدث الابرز ..
كان من ضمن هذه الاجراءات .. الاستعانة بقوات أمنية مدربة ومجهزة فكان نصيب الاردن منها الأكبر ، بعديد قوات امنية تقدر بستة آلاف مشارك أمني من جيش المتقاعدين …
هذا العدد الكبير تم اختباره من الأردن لما لديه من سمعة متقدمة في هذا المجال ، علاوة على ان هذه الفرصة ذهبية للمشاركة تفتح الآفاق امام المشاركات العالمية المستقبلية والاستمرار في التعاقد الدولي لمثل هكذا مشاركات وغيرها حيث كان من المفترض ان تكون هذه القوة الأمنية نواة لقوات امنية تختص في هذا المجال في كل دول العالم ولمن يطلبها في التظاهرات الرياضة والفنية والاقتصادية والسياحية وحماية المواقع الاثرية ، والمؤتمرات والمهرجانات والحماية الشخصية وحماية المنشات وحماية الطائرات والمطارات .. ( المشاركات السلمية) بكافة انواعها .. في الداخل والخارج ..
وهي مصدر رزق لتحسين احوال المتقاعدين .. وضخ العملة الصعبة في الوطن وتحريك الاقتصاد الفردي ولو بالتذر البسيط …
اما وقد حدث ما حدث .. ولم توفق الجهة المتعاقدة ( بصورة او باخرى) ، وبعد حرب إعلامية طغت وسيطرت على كامل المشهد وتسيد الموقف الحقد والحنق والغبن ، ومورست خلال مواقع التواصل الاجتماعي فوضى اعلامية عارمة ، وفوضى اخلاقية ، وعدم الاكتراث والاهتمام ، والاستهتار المتعمد والغير متعمد ، والتغاضي الكبير عن مدى النتائج التي ستؤول اليها فشل هذه المشاركة…. وبعد تضارب التصريحات الهائلة .. وتبادل الاتهامات وتبادل التكهنات .. وعظيم المغالطات .. مع غياب الخطاب الرسمي الكامل ، الأمر الذي عمق وجذر المشكلة ووسع نطاق الإشاعات والاتهامات والتخبط الكبير ، كل ذلك ادى الى فشل ذريع ، وقصمة ظهر ، وخدش بل كسر للسمعة التي يحضى بها الوطن في هذا الجانب تحديداً..
ان عودة عديد القوة المشاركة من المتقاعدين العسكريين قبل البدء في استلام مهامهم المطلوبة كان بمثابة وصمة عار وخدش كرامة للوطن وشعبه .. يتحمل مسؤولياتها كل من شارك بهذا العمل وهذا الفشل كائن من كان من قريب او بعيد ، بظاهر او بباطن ، بالسر او بالعلن ..
هذا الفشل الذي أساء لكل الوطن ولكل اردني حر شريف ، المطلوب الآن فتح تحقيق قضائي وتحديد كل من له علاقة بما حدث ، بغض النظر عن مركزه او منصبه او نفوذه او قوته او صفته ..
وبما ان المشاركين هم من جيش المتقاعدين العسكريين ، وبما ان هناك مؤسسة رسمية ترعى المتقاعدين العسكريين ، اسمها طويل جداً ( المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء ) وهي مؤسسة فقط لانها( تفتقر الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ) وهي للمتقاعدين من اجل المبالغ التي تجمعهم كل شهر منهم .. ولا نعلم كيف تصرف ، ومعظمها رواتب للقابعين بها من عشرات السنين بدون وجه حق .. فانها هي المسؤولة المباشرة عما حدث ومسؤولة عن الفشل الذي حصل والا لماذا هي مؤسسة للمتقاعدين… غير ذلك .. فيجب ان تحدد المؤسسة وتنطق وتقول من هم المسؤولين او المسؤول عن هذا الفشل وهذه الكارثة التي اساءت لكل الاردن و الاردنيين… ؟ اذا كانت بالفعل مؤسسة متقاعدين والا فهي شريكة في هذا الفشل وهذه الكارثة ..
