د. ياسين رواشده
لقاء السفير الهولندي مع وزير الاعلام واهتمامه بموضوع ترخيص لاذاعه توجه للاجئين…
هل يحتاج هذا الى تلك الضجه والهجوم بشكل عنيف على السفير وعلى بلاده هولندا..
بل وصل الامر ان بلدا” شقيقا” اعطى لنفسه الحق ان يكون” وصيا” على الاردن فتقوم حكومته باستدعاء سفير هولندا لديها ” لتوبييخه” لان زميله في عمان اساء للسياده الاردنيه..
اما ان هذه الدوله ” الشقيقه” لم تسيء هي فعلا للسيادة الاردنيه بتدخلها هذا؟!.
هل يجب ان تكون مواقف الدول والسفراء متوافقه مع مواقف الدول المضيفه؟..بالطبع لا.. لكن لاشك ان احترام البلد المضيف وقوانينه امر مهم على السفراء المعنيين احترامه ضمن حدود المهمه والقوانين المرعيه..
كما ان طلب او تساؤل او توسط السفير الهولندي – سميها كما تشاء هو بذات الحجم والوزن الذي يعني تهديد للسيادة الاردنيه؟. وهل السيادة الاردنية بتلك الضعف ان يهزها مطلب او توسط سفير في امر مثل هذا؟!.
الوزير القدير الشبول رد على السفير واوضح المساله وكذلك ردت وزارة الخارجيه حسب الاصول..وهنا يجب ان يطوى الملف.. وتغلق القضيه..
وهناك تساؤل مهم اخر وهو هل تتابع وزارة الخارجيه الاردنيه حركة ونشاط وزيارات سفراء من دول اكبر واهم واخطر ولها اجندات( بخلاف هولندا) معينه داخل البلاد هؤلاء السفراء الذين يزورون ويلتقون بالمعارضين السياسيين وبزعماء القبائل وقادة المخيمات ويتحدثوا اليهم او يروجوا لقضايا تمس” فعلا” السياده الوطنيه؟!..
ولو رجعنا لبرقيات ويكليكس لوجدنا الكثير من اسماء” مدراء مراكز الابحاثNGO.s” وكتاب وصحفيين وسياسيين يتكلموا في امور تهز السياده.. ومنها ” التحريض” او التشجيع على المطالبه بتجنيس معين وعن ” حقوق منقوصه” وعن تقسير” المواطنه” وو ما شابه من معزوفات ؟! ..
لماذا لا تتكلم الخارجيه الاردنيه وخارجية الدوله ” الشقيقه” عما يجري خلال اللقاءات ” الشعبيه” الواسعه و المادب التي يقيمها بعض السفراء والتي يجري فيها التطرق او الترويج لموضوعات حساسه وانشاء” لوبيات وو؟!.
لا اعتقد ان مملكة هولندا الصغيره والصديقه لها اطماع او اجنده معاديه للاردن. ربما هي مهتمه بمشروع تموله حكومتها يتعلق باوضاع اللاجئين. وقام سفيرها في عمان بالاهتمام بالموضوع ربما بطريقة مبالغ فيها او بناء على معلومات غير صحيحه.. فواجه التصحيح والرد من وزارتي الاعلاام ومن الخارجيه.
الحكمه في العمل الدبلوماسي والعلاقات الخارجيه هو في تقليص المشاكل ومعالجتها بالطرق الصحيحه ” وعلى قدر ومستوى وحجم” تلك المشاكل.. لا لتضخيمها لكن وبالطبع ليس الاستهانة بالمشاكل ا واهمالها!.
وبقدر ما يكون للبلد اصدقاء اكثر بقدر ما تكون لها وزن على الساحه الدوليه…
لذلك لنطوي هذه الصفحه ولا ننفخ في مشكلة لا تستحق كل هذا الشحن!
ولننتبه للمشاكل الكبرى الحقيقيه والتي تمس السياده واولها رغيف المواطن وامنه ومستقبله.