وطنا اليوم:كُلفة السفر عبر مطار رامون أقل بثلاثة أضعاف من تكلفته عبر مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة عمان.
ثمّة سؤال تطرحه هذه المعلومة على لسان جنرال أمني سابق في جهاز الأمن الوقائي الأردني لماذا يختار الفلسطيني بأي حال دفع ثلاثه أضعاف أثناء السفر ما يمكن أن يدفعه إذا اختار محطة رامون؟
والمسألة الأخرى سؤال حول الإجراءات والتعقيدات والتأخير في السفر عبر الجسور مقابل تسهيلات وسرعة عبر رامون يقابلها ساعات الانتظار والسؤال هنا يتكرّر: لماذا يُقرّر المسافر الفلسطيني اختيار طريقا أصعب بدلا من طريق أسهل؟
في مداخلته المثيرة سخر جانبيك من اتهام الفلسطينيين بالتطبيع لإنهم في ظل الإحتلال لا بل يعملون معه.
الواقع أن السؤلان لم يطرحهما اي مواطن او منظمة أهلية او حكومية بل طرحهما علنا العميد المتقاعد من جهاز الأمن الوقائي الأردني زهدي جانبيك الذي قدم مداخلة مثيرة جدا تم نشرها على نطاق واسع في عمان حول جذر وخلفية الخلافات بخصوص مطار رامون الاسرائيلي وموقع جانبيك هنا تحديدا في تقديم بعض المعطيات والمعلومات الأمنية يؤشر على أن الرجل تحدّث بصفته سابقا مسؤول عن جهاز الأمن الوقائي الأردني وممثل لحكومة بلاده في لجنه دائمة مع الإسرائيليين اسمها “لجنه الطرق”.
وتم تشكيلها بعد اتفاقية وادي عربه ويعني ذلك أن ما قاله جانبيك وهو ضابط متقاعد الآن ورفيع المستوى إنطوي على قيمة معلوماتية تبدد الجدل المتنامي والاتهامات للفلسطينيين المسافرين اولا بالتطبيع وثانيا الاتهامات لسلطة رام الله بأجندة تخدم إسرائيل على حساب الأردن وهي التهم التي أعلنها وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة.
الأكثر إثارة في معلومات جانبيك المنشورة في عمان هو كشفه النقاب عن أنه اجتمع بوزير الخارجية عام 2013 بهدف البحث عن إعتراضات رسميه على إقامه مطار رامون الذي كان يسمى مطار تمناع بسبب قربه الكبير حتى 350 مترا من الأراضي الأردنية وأبلغه وزير الخارجية بأن الأردن اعترض رسميا لدى الإسرائيليين ولدى المؤسسات والمنظمات الدولية للطيران.
لكن جانبيك أقر بأنه طلب هذه الاعتراضات عده مرات وأخفق في الحصول عليها فيما أبلغه نظيره الاسرائيلي في لجنه الطرق بأنه لم يجد اعتراضا مكتوبا أو خطيا لسلطات الأردن وحكومة بلاده مع هذا الملف وفقدت ورقه تفاضلية مهمة بسبب عدم الاعتراض رسميا.
لكن المفاجأة التي فجّرها جانبيك هو أنه أبلغ كل الجهات المعنية بمشكله مطار رامون في وقت مبكر بما في ذلك مجلس السياسات واقترح أمنيا الاسراع بحفريات لإقامه مطار الأغوار ردا على حفريات مطار رامون الإسرائيلي ومن باب الاحتفاظ بورقه تفاوضية والضغط على الجانب الآخر.
لكن هذه العملية أيضا لم تبدأ وقال جان بيك بأن الفلسطيني الذي يستخدم مطار رمون مضحك جدا إتهامه بالتطبيع واعتبر أن حكومة بلاده فرّطت بأوراق تفاوضية كان يمكن استعمالها لإعاقة إنشاء وعمليات مطار رامون الإسرائيلي الذي يُخالف المعايير الدولية