معارضون او معاكسون!

26 أغسطس 2022
معارضون او معاكسون!

د.ياسين رواشده

مشكلة المعارضه” المؤدلجه” . ان قادتها يخلطون بين شعارات معارضتهم للنظام الحالي او رموزه او رجاله الى معارضة ” تامه” للدوله وبل التشكيك في تاريخ البلاد و رموزها وفي امجاد الجيش..لا يجوز تزوير الحقائق لاجل دعم رواية معاكسة النظام بالمطلق من عام ١٩٢١ وحتى اليوم..على سبيل المثال.
هم ينفون انتصارات الجيش في حروب فلسطين. وينفون ان الاردنيين الاوائل في مؤتمراتهم الوطنية الثلاث في العشرينات وبل احتجاجاتهم شبه المسلحة في الثلاثينات ويتناسون حملات الاعتقالات والمجابهات مع الادارة البريطانيه و رموزها..ينسون حملات الاعتقالات والتجويع والصدام مع السلطات البريطانية واعوانها..في الاربعينات والتي ادت كلها جميعها اخر الامر الى الاعتراف بالاستقلال في ٢٥ ايار ١٩٤٦..
هؤلاء” المعاكسين” لا المعارضين يشككوا بانجازات وبطولات الجيش الاردني في فلسطين والذي هو الوحيد الذي انتصر وتمكن من الحفاظ على كافة المناطق المخصصة للفلسطينيين في وقت لم يكن هناك جيش ولاقوة عسكرية فلسطينية معتبره.. كما ان جيوش العرب” الجرارة” و”الضاربه” فقط في الاذاعات والترويج الدعائي!…تلك الجيوش تقاعست وانهزم بعضها واخيرا انسحبت تاركة اصغر الجيوش وهو جيش الاردن وحيدا امام جيش الصهاينه الذي كان يفوقه اكثر من عشر مرات عددا وعدة. لكنه قبل التحدي وحافظ على الضفة الغربية .هذه المعارضه وهي تتحدث بمقاييس اليوم احداث قبل تسعين او ستين سنه .
هؤلاء” المعاكسين” يرفضوا الاعتراف بحقيقة ان هزيمة حزيران ٦٧..كانت هزيمة للدوله التي قادت الجيوش المصرية والاردنية .وتمسح من التاريخ ان الجيش الاردني كان يقوده ضابط مصري اصرت قيادة عبدالناصر ان يكون الامر الناهي على الجبهة الشرقية بمافيها الضفة الغربية ويتناسى او ينسى هؤلاء المشككين من هو المسؤل الاوب وبان مصر ذاتها لم توفي بالتزاماتها وواجباتها في ارسال الطيران والقوات والسلاح المطلوب الى الاردن تمشيا مع الاتفاق العسكري والذي سبق حرب ٦٧..
كما ان هؤلاء المشككين يعزون انتصار الجيش في معركة الكرامة الى انه انجاز فردي للقائد الفلاني وللعسكري الفلاني وليس لشجاعة وقدرات وكفاءة المنظومة و والمؤسسة العسكرية الاردنيه كلها.
وهكذا يستمر التشكيك والتجريح بتاريخ وانجازات الاردنيين لتبرير الحجة على وتعزيز التهمة على النظام والمنظومة برمتها.
ان التاريخ القديم للاردن من عهد ميشع والحارث منذ ما قبل الميلاد مرورا بالفتح العربي الاسلامي واستمرارا بعهد متواصل لم ينقطع حتى اليوم لا يستطيع اي معاكس للتاريخ ان يمسحه..لانه يريد من وراء ذلك التشكيك بشرعية النظام او تحديدا بدعم روايته بتلك المعارضه.
ان المعارضة السياسية من حيث المبدا امر مشروع لكن اللامشروع هو الخلط بين النقد والمعارضه للظواهر والاحداث اليوم وبين التاريخ الاردني بمجمله. ليس لان ذلك خطا وخطيئه بل لانه نفي وتزوير لحقائق التاريخ والذي لا تزال اثاره ومعطياته شاهدة عليه حتى اليوم.