بقلم المهندس سليمان عبيدات
بعد مرور 49 عاماً على وفاة شهيد الوطن والرجولة، شهيد الشرف وحبيب الشرفاء وصفي التل رحمه الله، استوقفني وأنا اقرأ فيض من الكتابات ورسائل في حب وصفي ومناقبه وصفاته وأعماله ومشروعه لبناء وطن شامخ بأهله، وطنا مستقلا متطورا يسوده العدل والمساواة، راسخا في الأذهان ، مُتحدي بذلك كل أعداء الوطن والطامعين به
كل هذا يستحق منا التمعن بهذا الارث الرائع، لقائد متميز، لابن الوطن الفلاح والمزارع والبدوي الرائع، وابن المدينة الرائع، والعامل الرائع، والعسكري الرائع، والطالب الرائع، والاستاذ الرائع، انه المعطاء وصاحب العطاء، لم يكل ولم يعرف الملل، ليس له ولد لكنه اعتبر كل ابناء الوطن ابناءه واعتبروه كذلك، انها دروس مستفادة وعبر لمن يعتبر .
فما دام كل هذا الحب لشخص وصفي الذي يتحلى بهذه الصفات ويتغنى بها ابناء شعبنا بصدق وعفوية، شيبا وشبابا، رجالا ونساء، نشهدها من اعلى مواقع هرم المسؤولية الى ادناه .
فلماذا لا نُترجم حبنا لوصفي ومناقبه ونُصبح كلنا وصفي الذي احببناه، نجده في شخصيتنا، وفي سلوكياتنا، نعمل كما كان يعمل باخلاص وتفاني كل في موقعه.
لماذا لا نستنير بمشروع وصفي لنرسم خارطة طريق، ويُصبح نهجا تكامليا نتبادل فيه الأدوار في بناء الوطن اكراما لشهيد الوطن .
لماذا لا نُعبر عن قيمنا وقناعاتنا التي تلاقت مع قيمه، ونتناقلها عبر للأجيال كي تبقى خالده الى الأزل؟، فالمجتمعات تبنى طبقة فوق طبقة ، وجيلا على آثار جيل .
نعم صفات وصفي احببناها واحببناه من اجلها، ونعم افعال وصفي تخلدت في ذاكرتنا وفي ذاكرة وطن، وهذا ما يدفعنا كي نسأل انفسنا إذا كنا صادقين في حب وصفي ومخلصين الى ارثه في حب الوطن والتضحية من أجله، فلماذا لا نُعبر عن حبنا له ونعمل كما كان يعمل ونتصف بصفاته ؟
لماذا لا نترجم أقواله وقناعاته الى اعمال ذات قيمة يتلمسها ويستفيد منها الجميع كما اراد الشهيد؟، ونكون صادقين مع انفسنا ونترجمها الى مشاريع نستثمر بها في أبنائنا وبناتنا، ونبنيها ونورثها للأجيال القادمة؟
لماذا لا نقتدي بقيادته الوطنية المخلصة للوطن وحده ونصنع وطن الشرفاء الاوفياء يعملوا ويُضحوا من اجله؟.
لماذا لا نقتدي بصفاته ونتصف بها؟، نحافظ على صفات الفلاح والعامل المُحب لأرضه وتراب وطنه ومصنعه، يزرع الفلاح الأرض كي نأكل مما نزرع، ويُشغل العامل المصنع كي نلبس مما نصنع؟ .
ان الشهيد كان من الزعماء الذين درجوا على اديم هذه الارض، وكان في كل لحظة من لحظات حياته محباً لامته ولوطنه ولقيادته الهاشمية رفيق درب الحسين الباني وعضده، فهذه الروح الوطنية التي ارتقت للرفيق الاعلى دفاعاً عن مبادئه الوطنية والقومية وانتماءً للاردن وفلسطين وأمته، تستحق منا ان نقتدي بها، وأن نكمل مشروعه الوطني الذي تمنى أن يُكمله مع رفاقه .
إن الشعوب التي تُقدر رجالاتها الحقيقين ورموزها الوطنيين تعمل وتفعل وفق نهجهم الوطني، حتى تستحق حضن الوطن تعيش فيه ويعيش فيها، فالشعوب الوفية تسير بهدي زعماءها المنتمين فعلاً لاوطانهم .