مالذي تبقى من إعلان الحكومة العسكرية؟

13 نوفمبر 2020
مالذي تبقى من إعلان الحكومة العسكرية؟

بكر خازر المجالي

نعيش حالة استثنائية ببعدها الاقتصادي الصعب ،وبتعقيدات اجتماعية غير مسبوقة ، ورفض الالتزام بقوانين الدفاع ،ورفض الالتزام بابسط القواعد الصحية ، وغياب ثقافة الازمة التي اثبتنا اننا فاشلين بها تماما ونتصرف وكان اليومين والثلاثة كحظر هما لا نهاية لها ،وعناك ازمة في المستشفيات ،وعانينا الصعوبات في ازدحام الطرقات ،ثم صدمنا الوضع ما بعد الانتخابات من تصرفات غير متوقعة ،وتعبر عن جهل في الثقافة الوطنية ،وجهل في المصلحة الوطنية ،مع سيطرة العنجهيات العشائرية والفردية . لكن ما يجري يدل اننا بعد لم ندرك مفهوم الدولة وتكامل مؤسساتها وان لا شيئ يمكنه ان ينضب . لم ندرك بعد ان حاجة الانسان مع القناعة هي لا تتجاوز السلوك اليومي البسيط في التسوق ،ولكن يبدو ان هناك أزمة ثقة في السوق اساسها المواطن الذي يعتقد ان ما يجده اليوم قد لا يجده غدا .

وهذا يعني اننا فشلنا تماما في التعبئة الثقافية والتهيئة النفسية لمواجهة مثل هذه الازمات التي هي تتجاوز ازمة التوفير الى ازمة الاستحواذ على كل شيء ،وازمة الثقة بالحكومة ولم نستفد مطلقا من تجارب اكثر من حظر ومن نتائجه دائما اكواما من الطعام تذهب الى الحاويات .

نعم هي ازمة ثقافة في التعامل مع الازمات ،وازمة برامج توعوية لمواجهة هذه الحالات ، ولا نعرف كيف سنتصرف لو دخلنا في ازمة حادة لاسباب امنية او عسكرية وغيرها لمدة شهر مثلا ، اين سيكون المواطن الواعي هنا ،والمنتمي والمخلص .

تم اختزال الواطنة والاخلاص للوطن برغيف الخبز وطبق البيض ،

وان الامن هو مسؤولية خارجة عن مسؤليات البعض ،بل مع التطاول حين يكون لذلك سبيلا ، واننا نعبر عن فرحنا بغضب الوطن ذاته وتكسير القيم التي علينا ان نلتزم بها في التعامل مع مشكلاته وحاجاته ، وهل نحن امام الحاجة للتعريف بما هو الوطن من جديد ؟ هل نحن بحاجة ان ندرك ان الوطن بداخلنا هو المحرك لنا الا اذا لم يسكن الوطن فينا بعد . ما نراه مؤسف للغاية ،وووما يتم من اجراءات قد لا تكون مقنعة في ظل ازمة الوباء وازمة الانفلات الامني ، فاذا كان الجيش يمسك بمفاصل الدولة ، وان قوانين الدفاع هي السارية فماذا لا يكتمل العقد باعلان الحكومة العسكرية التي تقسم الاردن الى حاكميات عسكرية وبسيطرة حيدة وبتنظيم شؤون التسوق والسير وغيرها .

المؤسف اننا نعيش حالة من الاحباط حولت عرسنا الانتخابي الى العرس الاسود ،مع اهمال للاجراءات الصحية ، وتوقع الاسوأ ، في ظل جشع التجار المتزايد ،وتهالك المواطنين غير المبرر .

نأمل ان نرى اعلان الحكومة العسكرية فهي واجبة لمثل هذا الظرف