عملية اغتيال بن لادن حملت اسم “اجتماع ميكي ماوس”

4 مايو 2021
عملية اغتيال بن لادن حملت اسم “اجتماع ميكي ماوس”

وطنا اليوم – قال موقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 4 مايو/أيار 2021، إن اجتماعات غرفة العمليات الأمريكية المتعلقة بمهمة قتل زعيم تنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن، في العام 2011 حملت اسم “اجتماع ميكي ماوس” على الأجندات الرسمية من أجل إخفاء الهدف من ورائها، وذلك بحسب رواية جديدة حول الغارة.

 

فقد نشر موقع Politico، الجمعة 30 أبريل/نيسان الماضي، رواية شفهية، كتبها الصحفي الأمريكي غاريت غراف، حول غارة بن لادن نقلاً عن 30 مسؤولاً سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً، شاركوا بصورة أساسية في نجاح العملية.

 

حيث قال المسؤولون إنه خلال الوقت السابق للغارة، التي بدأت في 1 مايو/أيار 2011 وانتهت في صباح اليوم التالي، اتُخذت كثير من الخطوات لضمان عدم تسريب الأنباء المتعلقة بالغارة.

 

مَن هو صاحب فكرة “اجتماع ميكي ماوس”؟

من جانبه، أوضح مايك موريل، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك، أن فكرة تسمية الاجتماعات بـ”اجتماع ميكي ماوس” جاءت من جون برينان، الذي كان يشغل حينها منصب مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.

 

بدوره، قال برينان: “كذلك كانت الكاميرات وأجهزة التسجيل الصوتي في غرفة العمليات، إما مغطاة أو مغلقة”.

 

كما أخبر بن رودس، النائب السابق لمستشار الأمن القومي آنذاك، بأنه علم أن هناك شيئاً خطيراً في الطريق عن طريق النظر إلى أسماء الاجتماعات المدرجة في جدول غرفة العمليات، مضيفاً: “فجأة، كان هناك وتيرة غير اعتيادية من الاجتماعات على مستوى النواب -والقادة- بدون أي عنوان للموضوع. علمت أن هناك شيئاً يحدث”.

 

منع تسريب أي أخبار

فيما أشار بن رودس إلى أنه خلال السنوات الـ8 التي قضاها في البيت الأبيض، لم يحدث ذلك حتى وقوع التدخل الروسي في الانتخابات عام 2016.

 

كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حريصاً على منع تسريب أي أخبار حول المهمة، خاصة إذا سارت في نهاية المطاف على نحو سيئ أو إذا فشلت.

 

نكتة أوباما

يشار إلى أنه في 30 أبريل/نيسان 2011، أي في الليلة التي سبقت الغارة الأمريكية، طلب أوباما من كاتب خطاباته، جون فافرو، أن يبدل نكتة أعدها لإلقائها في فعالية عشاء المراسلين في البيت الأبيض، حيث يلقي الرئيس في المعتاد خطاباً يسخر فيه من نفسه.

 

في حين أفاد فافرو بأن أوباما كان سيرد على شخصيات الحزب الجمهوري الذين يسخرون من أن اسمه الأوسط “حسين”، عن طريق إلقاء نكتة يسخر فيها من تيم باولنتي، حاكم ولاية مينسوتا الأمريكية السابق، داعياً إياه تيم “بن لادن” باولنتي.

 

كذلك، أضاف فافرو: “قال (أوباما): (لماذا لا نقول إن اسمه الأوسط حسني، مثل حسني مبارك؟)”، فقلت: (ليس ذلك مضحكاً). رد أوباما: (صدقوني أعتقد حقاً أن حسني سوف يكون مضحكاً أكثر)”.

 

تعليقاً على ذلك، قال دان فايفر، مدير اتصالات البيت الأبيض حينها: “لم يستوعب أحد لماذا أدخل أوباما هذا التغيير. بدا تغييراً غريباً”.

 

الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن اغتيال بن لادن

إلى ذلك، كشف تقرير مفصل جديد عن ملابسات مقتل أسامة بن لادن، وتفاصيل جديدة عن كيفية حصول الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على دليل قاطع على نجاح العملية الأمريكية.

 

هذا التقرير الجديد نشرته صحيفة Politico الأمريكية في الذكرى السنوية العاشرة لمقتل بن لادن، الذي كان يوصف حينها بأنه “أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم”، على يد قوات خاصة من البحرية الأمريكية في هجوم على مقره في مدينة أبوت آباد شمال شرقي باكستان خلال شهر مايو/أيار 2011.

 

حيث يكشف التقرير عن محادثة بين رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال أشفق كياني، للرئيس الأمريكي، في الساعات التي تلت قيام فرق البحرية بالغارة الجريئة التي أسفرت عن مقتل بن لادن في مجمع أبوت آباد حيث كان يختبئ.

 

في تلك المحادثة قال المسؤول العسكري الباكستاني: “تهانينا، لقد قتلتم أسامة بن لادن”. وذلك بعدما ظهر أفراد عسكريون باكستانيون في المجمع السكني الذي يضم عائلة بن لادن وحصلوا على تأكيد من أفراد الأسرة.

 

بايدن لعب دور “محامي الشيطان”

من جهته، وصف الصحفي الأمريكي غاريت غراف القرار الصعب لتقرير ما إذا كانوا سيمضون قدماً في الغارة، قائلاً إن “معالم هذا التشاور معروفة بالفعل؛ فقد حثت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون على اتخاذ الإجراء على مضض، وشدد نائب الرئيس السابق جو بايدن على توخي الحذر”.

 

أما وفقاً للنائب السابق لمستشار الأمن القومي بن رودس، فقد لعب بايدن جزئياً دور “محامي الشيطان” في جلسة استراتيجية رئيسية يوم الخميس قبل أن يأذن أوباما بالغارة، وذلك قبل ساعات فقط من الغارة التي كان لا بد أن تحدث بين الجمعة والإثنين، لأنه لن يكون هناك قمر.

 

فيما شدد بايدن، الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، على احتمال حدوث رد فعل سلبي في باكستان، والتي غضبت حكومتها بالفعل بسبب التوغل في أراضيها. وتخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي تقديم إشعار للحكومة الباكستانية إلى حدوث تسريب للمعلومات من شأنه إفشال العملية.

 

لحظة لن ينساها بايدن

في هذا الإطار، أكد بايدن، في بيان له، الإثنين، بمناسبة ذكرى اغتيال بن لادن، أن ليلة تنفيذ المهمة هي “لحظة لن أنساها”، وقال: “أريد أن أتقدم بالشكر الدائم لأفراد الخدمة الذين نفذوا الغارة على مخاطر شخصية كبيرة وموظفي الخدمة العامة في جميع أنحاء منطقتنا. الحكومة التي جعلت مهمتنا ناجحة قبل عشر سنوات”.

 

كما لفت إلى أنه “نتيجة لتلك الجهود الأمريكية، حيث نضع حداً لأطول حرب لأمريكا… القاعدة تدهورت إلى حد كبير هناك”، متابعاً: “تبعنا بن لادن إلى أبواب الجحيم، ونلنا منه. لقد أوفينا بوعدنا لجميع الذين فقدوا أحباءهم في 11 سبتمبر/أيلول: أننا لن ننسى أبداً أولئك الذين فقدناهم، وأن الولايات المتحدة لن تتراجع أبداً عن التزامها بمنع هجوم آخر على وطننا”.