مركز القدس ينظم ورشة عمل حول مشاركة الأحزاب اليسارية في انتخابات 2020

20 فبراير 2021
مركز القدس ينظم ورشة عمل حول مشاركة الأحزاب اليسارية في انتخابات 2020

اطميزه: العمل الجبهوي هو الحل للنهوض بدور أحزابنا

الفراج: لا بد للأحزاب من مراجعة حالة الديمقراطية الداخلية فيها

شتيوي: الأحزاب هي محور الاستعصاء في التحول الديمقراطي

: يجب إعادة النظر في مفهوم الحزب في العصر الحالي

 

وطنا اليوم-عمان في 20/2/2021

نظم مركز القدس للدراسات السياسية اليوم السبت ورشة عمل (هجينة) بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور بعنوان “الأحزاب السياسية وانتخابات 2020.. دروس التجربة ونظرة للمستقبل..   كيف تقيم الأحزاب القومية واليسارية والمدنية تجربتها؟” وتحدث من هذا التيار فرج اطميزه أمين عام الحزب الشيوعي الأردني، وضيف الله الفراج أمين عام حزب الحركة القومية،

استهدفت هذه الورشة تقييم تجربة تيار الأحزابا لقومية واليسارية والمدنية في الانتخابات الأخيرة، بالتركيز على دورها الذاتي من خلال الموضوعات التالية: مستوى استعداد الحزب لخوض الاستحقاق الانتخابي؛ طرق اختيار المرشحين والمرشحات؛ تجربة الائتلافات والتحالفات مع أحزاب أخرى أو مع شخصيات اجتماعية ورجال أعمال وغيره؛ مستوى الالتزام بتبادل الأصوات بين المرشحين في القوائم المشتركة؛ قدرة الحزب على تنظيم الحملة الانتخابية، وقدرته على الوصول إلى جمهور الناخبين؛ مدى ملاءمة البيئة الداخلية للحزب لهذا الاستحقاق من حيث الديمقراطية الداخلية، ودور الشباب والنساء؛ قدرة الحزب على استقطاب المهنيين والفعاليات الوطنية في المجتمع؛ وهل ترتب على النتائج المتواضعة التي حققها الحزب اتخاذ إجراءات استثنائية أو إصلاحات داخلية؟ وما مستوى استفادة الحزب من التمويل الرسمي في دعم قدرة الحزب على إدارة حملته الانتخابية.

وفي الجلسة الافتتاحية أوضح عريب الرنتاوي مدير عام مركز القدس، أن هذه الورشة هي الثانية من بين ثلاث ورش تناولت الأولى بالتقييم تجربة الأحزاب الوسطية، فيما ستتناول الورشة القادمة تقييم الأحزاب المحافظة والإسلامية. وبيّن أن الحكومات المتعاقبة قصّرت في توفير بيئة لتطوير حياة حزبية، فالنظرة السائدة لديها للأحزاب هي نظرة شك وقلق وأحياناً نظرة أمنية. ولقد صمّمت قوانين الانتخاب لتأتي بمجالس تناسبها، وبالتالي فإنه منذ عام1993 وإقرار قانون الصوت الواحد لم تأت الانتخابات النيابية بأي مفاجآت. والآن استيقظ عقل الدولة على حقيقة الاختلال في تشريعات الانتخاب والأحزاب، فدعا جلالة الملك عبد الله لتعديل قوانين الحياة السياسية لا سيما قوانين الانتخاب والأحزاب والحكم المحلي.

وأضاف الرنتاوي بأنه مع ذلك، فإن الخطاب الحكومي يدّعي بأنه تم تجريب كل القوانين، ويركز فقط على تحميل الأحزاب المسؤولية، فيما لا نسمع إلا القليل من الأحزاب عن ضعفها. واعتبر أن هذه الورشة بمثابة فرصة للأحزاب لتراجع تجربتها. وقال إن مركز القدس بصدد نشر دراسة تحليلية للانتخابات النيابية الأخيرة. ودعا إلى مراجعة مفهوم الحزب السياسي في عصرنا الحديث، وفسر جزءاً من عزوف الشباب عن الانخراط في العمل الحزبي بعدم جاذبية الأحزاب لها وعدم وجود مكان لهم فيها، ما يفسر ذهابها نحو الحراكات على اختلافها.

واستعرض مدير مركز القدس النتائج التي عدّها متواضعة لمشاركة الأحزاب في انتخابات 2020، ودعا الأحزاب لإجراء مراجعة عميقة لظروفها الذاتية التي أدت إلى الإخفاق، لافتاً إلى حقها في استعراض الظروف الموضوعية التي أدت إلى ذلك، والتي لا يوجد اختلاف حولها.

ثم تحدث ادموندراتكا الممثل المقيم لمؤسسة كونراد أديناور، وعرّف بمؤسسته التي تؤمن منذ نشوئها يعد الحرب العالمية الثانية بأهمية الأحزاب، لافتاً إلى الدور الذي تضطلع به في بناء الديمقراطية وفي التثقيف بها، فالمواطنون الديمقراطيون هم الذين يدافعون عن الديمقراطية في بلادهم.

وأضاف راتكا بأنهم يؤمنون بضرورة العملية السياسية الشاملة ليس فقط من زاوية حقوق الإنسان بل أيضاً لأنها تضمن الاستقرار الذي لا يمكن الحفاظ عليه إلا من خلال تحسين العملية السياسية والمشاركة فيها، وهذه مسالة تخص كل الشعب والدولة. وقدّم لمحة عن البنية الحزبية للبرلمان الألماني الذي يتكون من 709 أعضاء من بينهم ثلاث فقط غير حزبيين، وأشار إلى تحدٍيتعلق بتراجع الإقبال على الأحزاب، وبما يجب أن يتم عمله لدفع الشباب للانخراط في الأحزاب وتعزيز إسهامهم في تعميق الديمقراطية.

وفي تقديمه للمتحدثين، أشار الدكتور موسىشتيوي أستاذ علم الاجتماع في الجاعة الأردنية الذي تولى إدارة الحوارإلى أن الأحزاب السياسية رغم قدمها هي معضلة التحول الديمقراطي في الأردن، وشدّد على وجوب التركيز على تقييم الأحزاب لدورها وأدائها في الانتخابات الأخيرة، لافتاً إلى أنه رغم تواضع نتائج الأحزاب في الانتخابات، إلا أن هناك تبايناً في نتائجها، ما يشير إلى وجود فرصة لتجاوز الوضع الراهن نحو الأفضل.

قال اطميزه: أخذنا قرار بالمشاركة بعد نقاشات وحوارات في قواعد الحزب وصولاً إلى الهيئات المركزية، إيماناً منا بأنه لا يمكن للحياة السياسية أن تسير إلى الأمام بدون سلطة تشريعية. كما أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كانت تتطلب منا أن نستثمر هذه الفرصة للتواصل مع جماهير شعبنا. الظروف العامة كانت تتطلب تأجيل الانتخابات بسبب جائحة كورونا من أجل ظروف أفضل لخوض الانتخابات لكن الحكومة لم تراعِ ذلك، وسمحت بالمقابل للعشائر باجتماعات داخلية موسعة لاختيار مرشحيها، وطبقت على الأحزاب أوامر الدفاع والقيود على العدد المسموح له بالاجتماع.

وأضاف: اعتمدنا آلية ديمقراطية في ترشيح أعضاء الحزب للانتخابات، وللأسف جرى إفشال عدة محاولات لبناء ائتلافات انتخابية، حيث كان بالإمكان تشكيل قائمة تحالفية موحدة لهذا التيار مع أحزاب أخرى قريبة منا، لكن الخلافات التنظيمية وليس الأيديولوجية فيما بين مكونات هذا التيار لم توفر الفرصة لبناءائتلافمتكامل. ودعا اطميزة إلى ضرورة الإيمان بأهمية العمل الجبهوي، والتوافق على وجوب الإسراع في بناء وحدة التيار التقدمي في جبهة واحدة وبرنامج عمل سياسي واقتصادي موحد.

واعترف اطميزه بأن الحزب بشكل عام لم يستثمر كما يجب الفرص التي توفرها وسائط التواصل الاجتماعي في الدعاية الانتخابية والتواصل مع الجمهور. مؤكداً أن الحزب يواصل عملية التقييم لتجربته بروح النقد والنقد الذاتي لاستخلاص ما ينبغي عمله، والإجراءات التي يتعين اتخاذها. وانتقد آلية التمويل الرسمي للأحزاب، لكنه أكد أن الحزب كان سيشارك حتى لو لم يكن هناك تمويل. وشكا من أن المال الأسود قد تحكّم بالعملية الانتخابية.

وأعرب عن قلقه من نتائج الانتخابات وتأثيرها على القرار البرلماني في ظل ظروف وتحديات تواجه الأردن على الصعيد الداخلي، وكذلك فيما يخص تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ودور الأردن فيها.

ومن جهته، استهل الفرّاج مداخلته بالتأكيد على عدم توفر الإرادة ة الجادة لإصلاح سياسي حقيقي وقانون انتخاب يوفر الفرصة لوصول القوة الحية إلى قبة البرلمان. وشرح بأن حزبه انقسم في رؤيته تجاه الانتخابات ما بين مؤيد للمشاركة أو للمقاطعة، لافتاً أن صوت الأمين العام رجّح كفة المشاركة لمصلحة البلد والحزب.

وتحدث الفراج بصراحة شديدة عن الصعوبات الداخلية، حيث وجد الحزب نفسه فجأة بدون المرشحين الذين عمل على إعدادهم للانتخابات منذ سنتين، فدخل العملية الانتخابية بطريقة الفزعة. وانتقد عدم تعاون الشركاء ما اضطر الحزب إلى تعديل طارئ على الخطط الجديدة التي أعدها للانتخابات على صعيد الترشح والدوائر والتحالفات.

واعترف الفراج انهم لم يُوفقوا في إدارة الحملة الانتخابية في غياب الخبرات وذوي الاختصاص الذي تم إعدادهم لهذا الغرض. وشكا من أن الديمقراطية الداخلية لم تأخذ مداها داخل الحزب ما أثر على أداء الحزب واضطره للعمل بنصف طاقته عملياً. كذلك أشار إلى أن الحلفاء في ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية لم يجلسوا معاً لتقييم مشاركتهم، وتحديد المسؤولية عن الخلل، والتي ألقيت باتجاهات أخرى لا خلاف على دورها في هندسة القوائم. وشرح بأنه جرت مراجعة من الحزب لتقييم الانتخابات، وتم فيها رفض قبول استقالة الأمين العام، وحل المكتب السياسي.

وعدّ الفراج أن نظام التمويل الرسمي كان ظالماً، ولم يساعد الحزب على تدبير الشؤون المالية للحملة الانتخابات، وأن استلام ما هو مقرر جاء متأخراً. وذكّر الفراج بتوافق الأحزاب على تعديلات لتشريعات الأحزاب لم تأخذ منها الحكومة شيئاً، معتبراً أن هناك إضراراًبالحياة الحزبية.

أما المشاركون في الورشة وجاهياً وعبر تطبيق زووم، فقد ركزوا في مناقشاتهم على جملة من القضايا من أبرزها افتقاد الأحزاب للنظرة للحملة الانتخابية باعتبارها جزءاً من فن إدارة الانتخابات بما تتطلبه من تحديث وسائل الأحزاب التقليدية في التحضير للانتخابات، واستثمار وسائط التواصل الاجتماعي. كذلك تم التأكيد على أهمية العمل الجبهوي لأن إمكانات الحزب الواحد ضعيفة ومحدودة ولا يمكن أن تواجه متطلبات العمل العام. واحتل موضوع الشباب في الأحزاب حيزاً كبيراً من الاهتمام، وتم إبرازه باعتباره الرافعة للنهوض بالعمل الحزبي المستقبلي إذا ما تم تهيئة البيئة الحاضنة لهم في الأحزاب وفي قياداتها. كما تم الوقوف عتد أهمية توفر الديمقراطية الداخلية في الحزب لينهض بدوره على أتم وجه، ومغادرة المراوحة في المكان، كما تم التشديد على دور الحزب في خلق القيادات الشبابية والسياسية.