المومني : جولات الرئيس ليست شكلية ونحن نعتز بكوننا حكومة ميدانية تصل إلى الناس في مواقعهم

28 يوليو 2025
المومني : جولات الرئيس ليست شكلية ونحن نعتز بكوننا حكومة ميدانية تصل إلى الناس في مواقعهم

وطنا اليوم:قال وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني إن الأردن لا يتلفت إلى محاولات التشكيك بشأن موقفه من غزة، مشيرا إلى أن هذه الحملات مدفوعة على الأغلب بأجندات سياسية من أطراف متعددة لأحزاب وجماعات ودول.
وأكد أن هناك عدة أطراف تشعر بالامتعاض من مواقف الأردن السياسية، وتهاجم الأردن ظلما وزورا وبهتانا، وسيبقى الأردن في طليعة من يدافع عن قضايا امته، بما يخدم الشعب الفلسطيني، انطلاقا من الواجب الأخلاقي والقومي، إضافة ألى أن موقف الأردن يعد دفاعا أيضا عن مصالح الدولة الأردنية في ظل ما يمثله الملف الفلسطيني من أهمية.
وأضاف الدكتور المومني في مقابله عبر “بودكاست سياسة مع ماهر أبو طير” ، أن الأردن يلمس ظلما كبيرا وانعداما متواصلا للموضوعية، يتأتى من خلال الحملات الظالمة على الأردن.
وأشار إلى أن الحملات الإغاثية ليست بديلا عن وقف الحرب، وحصول الفلسطينيين على حقوقهم، إلا إذا كان البعض يريد أن نتخلى عن واجبنا، وعن دعمنا للشعب الفلسطيني، وسنصل إلى مرحلة سيحصل فيها الفلسطينيون على حقوقهم، بقيام دولتهم، مثل بقية شعوب العالم.
وقال الدكتور المومني إن الأردن يتأثر بما يحدث في غزة أو الضفة الغربية، وأي حدث في الإقليم يترك أثره على الأردن، وعلى كافة القطاعات الأردنية وهذا ما شهدناه خلال الفترة الماضية على صعيد القطاع السياحي مثلا، لكن الأردن في وضع أمني وعسكري قوي جدا، بفضل رؤية القيادة، ودور المؤسسات المختلفة، والخطاب المتزن العاقل الذي لا يؤجج الأزمات، أو يمس مصالح الأردن، وقد تركت الأزمات أثرها، وعلى سبيل المثال فإن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية تركت أثرا على قطاعي السياحة والطاقة والنقل، وسوف يواصل الأردن العمل للتعامل مع التحديات والأزمات للنهوض بالاقتصاد، فالأردن القوي هو الأقدر على إسناد أمته وزيادة تأثيره لصالح العرب في العالم، بما في ذلك القضية الفلسطينية”.
وحول تقلب الرؤية الإعلامية والتغيرات على دور المؤسسات الإعلامية، قال الدكتور المومني إن الحكومة تعمل من أجل تعزيز استقلالية المؤسسات الإعلامية بشكل متواصل، من أجل المزيد من الفعالية على صعيد المؤسسات وبالذات الإعلام الرسمي، وسنشهد خلال الفترة المقبلة استكمال المشاورات حول الخطة التنفيذية لتطوير الإعلام الأردني حيث عقدت الحكومة لقاءات موسعة مع ممثلي المؤسسات الإعلامية وحتى المؤسسات الأكاديمية، وستتواصل مع نقابة الصحفيين ومؤسسات أخرى معنية لإبداء رأيهم، حيث لن يتم إعلانها قبل استشارة بقية القطاعات الإعلامية، بما يدعم هذه المؤسسات مهنيا، وعلى صعيد تحديات الاستدامة، خصوصا، فيما يتعلق بالملف المالي، وما يتعلق بتطوير المحتوى والرقمنة، وقد تلقينا عشرات الاقتراحات القابلة للتطبيق وتم صياغتها على شكل خطة تنفيذية لتطوير الإعلام.
وأضاف أن الكلام عن تغييرات على قيادات المؤسسات الإعلامية في الأردن تسرب مرارا، لكن لن يحدث أي تغيير إلا على أساس مؤسسي، مؤكدا أن هذا الملف لا يخضع للنقاش حاليا، وإنما يتم تبادل الروايات حوله دون سند معلوماتي، أصلا، والزملاء الإعلاميون يقومون بجهد مميز، أما أي تغيير فلن يحدث إلا بشكل لائق، وبما يتناسب بمكانتهم.
وحول درجة تحمل رؤساء الحكومات والوزراء في الأردن للنقد السياسي، قال الدكتور المومني إن تحمل رؤساء الحكومات للنقد السياسي يختلف من شخص إلى آخر، لكن على صعيد رئيس الوزراء الحالي الدكتور جعفر حسان، فإن الرئيس لا يضيق صدره، ولا صدر الحكومة بالنقد البناء، إذا استند إلى المعلومات وكان موضوعيا، أما اذا كان النقد غير مهني، فمن حقنا أن نقول أن هذا النقد تأسس على معلومات غير صحيحة، والروحية داخل الحكومة إيجابية تجاه الحكومة، وهي ذات النبرة التي نسمعها بشكل دائم من رئيس الحكومة، وأعضاء الفريق الحكومي، مؤكدا أن الحكومة منسجمة على مستوى الفريق الداخلي، ونعمل من خلال لجان مؤسسية، وأي اختلاف في وجهات النظر يعد أمرا طبيعيا جدا، لكن القرار حين يصدر فهو يمثل كل الحكومة وبشكل جماعي.
وردا على سؤال حول شعبية الحكومة وهل هي مرتفعة أو متوسطة، قال إن شعبية الحكومة جيدة، واستطلاعات الرأي تؤكد ذلك، مثلما أن كل المؤشرات لدى الحكومة تقول أن شعبيتها جيدة، مع الإشارة هنا إلى أن هناك قرارات حكومية قد لا تكون مقبولة من كل الأردنيين، لكن بعضها مقبول بشدة من جانب آخر من المواطنين، ومن الأمثلة على القرارات التي لاقت قبولا شعبيا القرار المتعلق بالسيارات، وقرار لوحات السيارات الذي يخصص قيمتها المالية لصناديق الطلبة، والقرار المتعلق بالعلاج بمركز الحسين للسرطان وقرارات متعددة، والحكومة تواصل العمل في الميدان، حيث يزور الرئيس وبرفقته الوزراء مواقع مختلفة، إضافة إلى عقد مجلس الوزراء في المحافظات.
وقال الدكتور المومني إن جولات الرئيس الميدانية هي التعبير الأدق عن دور الحكومة في خدمة الناس، وأي مبادرات يتم تبنيها وإعلانها تضاف إلى أعمال الوزارات، وليست بديلا عنها، وهذا هو دور الحكومة أي خدمة الناس، ومراجعة الواقع والانجازات، وتطوير ما يمكن تطويره في كل موقع، إضافة إلى أهمية الاستماع إلى الملاحظات من المواطنين ومطالبهم المختلفة، وهذه الجولات ليست شكلية ونحن نقوم بشكل دائم بمراجعة ما تم إنجازه فعليا، وهذه الحكومة تعتز بكونها حكومة ميدانية، ولدينا فرق عملية تحدد الأولويات، وهناك مأسسة ومتابعة بشكل دقيق سواء عبر جولات الرئيس كل فترة، أو عقد مجلس الوزراء كل شهر في محافظة من المحافظات، والتواصل مع القيادات المحلية.
وحول القضية الفلسطينية، قال الدكتور المومني إنه لا يمكن إلغاء الشعب الفلسطيني وستقوم دولته، وسنصل إلى مرحلة سيتم فهيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقوة الحق الفلسطيني لا تستطيع أي جهة أن تقف في وجهه، حيث يدرك الأردن أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لا تريد إقامة دولة فلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه، ولا يوجد فلسطيني واحد، ولا أردني واحد يقبل بالتهجير، ولا المؤسسات تقبل أي محاولات للتهجير، ولا يستطيع أي طرف أي يلغي ملايين الفلسطينيين، وهويتهم وحقوقهم.
وحول الملف السوري، قال الوزير إنه يلمس دائما تقدير السوريين للأردن وهو تقدير كبير، وموقف الأردن كان تاريخيا وشريفا وما يريده الأردن يتمثل في سورية آمنة ومستقرة وبعافية اقتصادية واجتماعية، مؤكدا أن استقرار الداخل السوري مصلحة أردنية، لاعتبارات كثيرة، ويكفي أن الأردن لم يطلق رصاصة واحدة في كل الأزمات التي مرت بها سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدا أن مؤسسات الدولة الأردنية لديها القدرة على التعامل مع أزمات الحدود، أو أي أزمات مستجدة.
وتناول الـ”بودكاست” قضايا مختلفة، محلية وإقليمية، ومن بينها ملف الضمان الاجتماعي وما يدور حوله، وملف حل مجالس البلديات، وحملات الإشاعات، وكيفية تعامل الحكومة مع أولوياتها، وما يتعلق بالأردن مستقبلا، على صعيد قطاعاته المختلفة، في ظل ظروف مختلفة.