وطنا اليوم:قال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة، إن الأردن أول دولة عربية رائدة تتبنى خطة متكاملة رسمية في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، ترتكز على إدخال مفاهيم التربية والإعلامية والمعلوماتية ونشرها عن طريق المؤسسات التعليمية والشبابية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني.
جاء ذلك خلال الجلسة الوزارية في مؤتمر أسبوع الدراية الإعلامية والمعلوماتية الـ13، الذي عقد اليوم الأربعاء، برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني، وتنظيم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، وبالشراكة مع وزارة الاتصال الحكومي، ومعهد الإعلام الأردني.
وأضاف محافظة، أن عقود القرن الـ21 شهدت تحولات كبيرة وغير مسبوقة في عالم الاتصال والإعلام، إذ أدت إلى تغير جذري في عملية الاتصال وتلقي المحتوى الإعلامي والاستهلاك والإنتاج، مبينا أن النظم التعليمية والثقافية للمجتمعات واجهت تحديات متعددة في البيئة الإعلامية والمعلوماتية المعاصرة، تتمثل في الحاجة إلى غرس التعامل الرشيد مع وسائل الإعلام ومصادر المعلومات لمواجهة الاستخدامات الضارة لها والمحتوى غير الملائم الذي تقدمه.
وبين أنه في الوقت ذاته وفرت هذه البيئة فرصة جيدة للتعلم وتمكين الأجيال الناشئة من خلال استغلالها بشكل إيجابي، موضحا أنه لتحقيق هذه الغاية أُعدت كفايات التربية الإعلامية والمعلوماتية التي تعد أحد أهم المجالات الأساسية ضمن مهارات القرن الـ21.
وأكد، ضرورة الانتباه للاستخدام غير الحكيم لوسائل التواصل والإعلام الرقمي وما يتضمنه من نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة، مما يستدعي حاجة ملحة لتعامل المجتمع مع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، مشيرا إلى أن الأردن خطا منذ عام 2016 أولى خطواته نحو نشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وأصبحت مفاهيمها مطروقة وسط النخب ودوائر صنع القرار، مع بدء سلسله من المشاريع التي نفذت في مناطق متعدده في المملكة.
وفي هذا الصدد، أشار محافظة إلى تدريب ما يقارب 3000 معلم ومعلمة في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، مما زاد من إدراك المجتمع لأهمية هذا المجال، حيث تبنت الحكومة عام 2019 نشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية في المدارس والجامعات ضمن قائمة أولوياتها، وأقرت من خلال مجلس الوزراء عام 2020 الخطة الوطنية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية، والتي شكلت خطوة متقدمة في هذا المجال.
وبين أنه انطلاقا من مسؤولية المركز الوطني للمناهج واستجابة للخطة الوطنية التنفيذية للتربية الإعلامية والمعلوماتية، أصدر المركز عام 2022 الإطار الخاص لإدماج كفايات التربية الإعلامية والمعلوماتية في المناهج الأردنية، وتم عرضها على المجالس المختصة في المركز وفي وزارة التربية والتعليم، حيث أُقرّ هذا الإطار كخطوة أولى بعد تحكيمه، بهدف تضمين مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية ومهاراتها في كتب المراحل الدراسية المختلفة، ابتداء من الروضة وحتى الثانوية العامة.
وأوضح أن هذا الإطار يعتمد مبدأ دمج المفاهيم والمهارات والقيم ذات الصلة بالتربية الإعلامية والمعلوماتية في الكتب الدراسية دون استحداث مبحث خاص فيها، مبينا أن ذلك يتفق مع فلسفة التربية الإعلامية التي تتكامل مع مجالات الحياة كافة.
وأضاف أن هذا الإطار أصبح مرشدا للمعلمين في مختلف المراحل الدراسية على شكل مفاهيم ومعارف وقيم ومهارات واتجاهات، ومكنهم من تحقيق كفايات تساعدهم على التعامل مع الظواهر المرتبطة بالإعلام والمعلومات والعالم الرقمي المعاصر بفاعلية.
من جهته، قال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، إن لبنان تتمسك بحرية التعبير، لكنها تعاني في الوقت ذاته من الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تجعل المعلومات المغلوطة جزءا لا تجزأ من أسلوب الحياة اليومية، سواء من قبل العدو الإسرائيلي أو من الداخل اللبناني، مما استدعى وزارة الإعلام لقلب أولوياتها وأخذ إجراءات سريعة، من خلال ايجاد خلية أزمة تعمل على دحض الأفكار الكاذبة المنتشرة.
وأضاف أنه تم تقديم تدريبات لفريق متخصص في وزارة الإعلام ليعمل على مدار اليوم على تكذيب الأخبار الزائفة المنتشرة وتوضيح الأخبار الصحيحة، حيث تذهب هذه الأخبار مباشرة إلى الوكالة الوطنية للإعلام التابع لوزارة الإعلام التي تعد المنصة الرسمية للدولة اللبنانية، والمرجع الصالح الوحيد لكل الأخبار الدبلوماسية في بيروت.
من جانبه، قال نائب وزير خارجية جمهورية أرمينيا فاهان كوستانيان: “لقد طورنا أسلوب التعامل مع المعلومات المغلوطة على مدار أربع سنوات من خلال مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، بداية من المدارس ومناهج التعليم، كون الطلبة هم أكثر الأشخاص الذين يعلمون بعضهم ويتناقلون المعلومات فيما بينهم، وهم قادرون على رفع وعي زملائهم”.
وأضاف أن لديهم برامج تلفزيونية متخصصة تستهدف الأجيال الأكبر، مؤكدا أن التربية الإعلامية ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل المجتمع ككل، و أنه في كثير من الأحيان تكون جذور المعلومات المغلوطة والمضللة هي عدم شفافية الحكومات المسؤولة عن تقديم المعلومات للجميع وخاصة الصحفيين بشكل واضح وديمقراطي، لأن قمع الإعلام يعكس آثارا سلبية تخلق المعلومات المضللة والمغلوطة في الدول.
بدوره، قال مساعد وزير الإعلام والتوجيه الوطني في نيجيريا ساندي بابا: “لقد عقدنا عام 2022 أسبوعا عالميا للصحافة والإعلام والدراية الإعلامية، وتمكنا من إطلاق كثير من المبادرات من خلال المدارس والجامعات في هذا المجال، ونحن في نيجيريا نستقدم الراديو المحلي والراديو الوطني والمزارعين والقادة الدينيين في مؤتمرات الدراية الإعلامية لتلمس حاجاتهم واستنهاض أفكارهم”.
وأضاف، أن الوزارة متهمة بتعليم المواطنين بكيفية محاربة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية، والتحقق من المعلومات وعدم تناقلها قبل التأكد من صحتها، مؤكدا أن شفافية التعامل مع الإعلام هي الأساس في محاربة الشائعات.
من جهتها، قالت عميدة معهد الإعلام الأردني الدكتورة ميرنا أبو زيد، خلال إدارتها للجلسة إن التطرف الرقمي يتطلب استجابة تضم التعليمات الرسمية وغير الرسمية لتمكين المواطنين من التفاعل بشكل نقدي وآمن وفعال مع بيئة الإعلام اليومية، مشيرة إلى أن التكنولوجيا المعاصرة تمنح في الوقت نفسه فرصا غير مسبوقة للتعلم وتعزيز التنمية الدامجة والمستدامة.