الباحث/ محمد عبد القادر عمرو
في البداية لابد من إيضاح نقاط ذات صلة واهية لمتطلبات التحليل المالي وهي:
* المدير المالي ويمكن إيجاز وظائفه بما يلي:
- التخطيط المالي والرقابة :
يعتبر المدير المالي الشخص الذي سيقوم بالتخطيط المالي للمؤسسة او قد يكون صاحب الرأي الفاصل في القرارات المستقبلية للمشأة المبنية والمعتمدة على الكفاءة المالية لكي يتم توفير الغطاء المالي لأبواب التخطيط المختلفة لتكون القرارات قابلة للتنفيذ على ارض الواقع.
ان من اهم مهام المدير المالي للمنشاء هو توفير الأموال اللازمة لإبقاء الخطط المستقبلية قابلة للتنفيذ مع مراعاة ان تكون مصادر الحصول على الأموال ليست مكلفة ترهق كاهل المنشاة في السداد كأن تكون قروض بفائدة مرتفعة تقارب من ثمن شراء الخدمة موضع القرض.
- استثمار الأموال بأفضل الطرق :
ان الأموال التي تستثمر في المنشاء يجب ان تعود بالعائد المخطط له اي ان يتم انفاق الأموال في مشاريع او اوجه ذات نفع اكثر فكلما كان ايراد وحدة النقد اكثر كلما كانت القرارات الصادرة عن الإدارة المالية اكثر مصداقية وصوابية وبالتالي فان قيمة المنشاة تكون اعلى بين الشركات المنافسة واقوى في الوسط الإقتصادي بشكل عام .
- مواجهة المشاكل المالية التي تطرأ في المنشأة :
مما لا شك فيه ان قدرة المنشاة على تحمل الهزات الإقتصادية من تذبذب وتخلخل في نفس القطاع الإقتصادي او الناتجة عن ظروف خارجية طارئة هو اهم المقاييس الذي يظهر ويعزز مكانة المنشاة ، وقد تكون المشاكل الطارئة من داخل المنشاة كالحريق او التعطل او الكساد العام او اخطاء ادارية او اية معيقات لتنفيذ الخطط المرسومة مسبقا والقابلة للتنفيذ اصلاً .
ويجب ان تكون قرارات المدير المالي في المنشاة ليست معيقة للعمل وذات وزن واهتمام عالي كونه اقرب المسؤولين لدراسة واقع المنشاة مع ما خطط ورسم لها من اهداف .
* تعريف التحليل المالي وأهميته:
تعريف التحليل المالي: هو دراسة البيانات المالية وكمياتها دراسة تفصيلية ، والبحث عن أسباب تواجدها لاكتشاف نقاط القوة والضعف في قيام المشروع بوظائفه حتى يتمكن من وضع تخطيط علمي سليم للنواحي المالية للمشروع وأهمية التحليل المالي تمتد إلى جميع ميادين إدارة الأعمال.
* أهداف التحليل المالي واستعمالاته:
التحليل المالي مهم جداً للمنشأة للعمل على تحقيق ما يلي :
- توفير السيولة اللازمة في كل وقت بحيث تكون المنشاة قادرة على اتخاذ القرارات الهامة ذات الإنعكاس المالي في حينها وبكفاءة ودقة في التنفيذ لتحقيق اهداف إدارة المنشأة .
- تحقيق أقصى الأرباح على المدى الطويل ، مما لا شك فيه ان تحقيق الأرباح سواء كانت نقدية او زيادة في قيمة أسهم المنشاة او زيادة في مبيعاتها في المدى القريب والمدى البعيد هو ناتج مباشر للتحليل المالي الصائب والذي تبنى عليه الخطط لعمل المنشاة .
- يعتبر وسيلة فعالة لبيان قوة الارتباط بين عناصر وأجزاء المشروع المختلفة المساهمة في تحقيق أهداف المشروع فالتحليل الدقيق يكون خطة الطريق لنجاح المنشاة للمحافظة على صحة ودقة خطوط التواصل في انسيابية العمل لتنفيذ الخطط المرسومة .
ومن أهم أغراض التحليل المالي هو إمداد كل من الإدارة والمقرضون والمستثمرون والجهات الرسمية بالمعلومات على النحو الآتي:
(أ) من جانب الإدارة: وهي تحتاج التحليل المالي في سبيل معرفة المعلومات الدقيقة عن المنشأة ولتحقيق الأهداف المتعددة وهي:
- قياس ربحية المنشأة ومدى توفر السيولة ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها المرسومة مسبقاً .
- اكتشاف الانحرافات في المنشأة عن مثيلاتها خاصة التي تعمل في نفس الصنف ونفس النتج وبنفس الظروف لتصويب اية انحرافات وعمل المقارنات اللازمة للنشاطات ذات العلاقة .
- قياس مدى تحقيق المنشأة للبرامج والخطط الموضوعة سواء على المدى البعيد أو القريب وتقديم نتائج ذلك إلى أصحاب المنشأة كي يعرفوا واقع حال استثماراتهم في قطاع عملهم .
- المساهمة في وضع الخطط المستقبلية للعمل بما يتناسب وامكانياتهم المادية وتطوير المنشأة حسب الإمكانيات والبرامج الممكنة التطبيق التي تحقق التطوير في مصادر الايرادات وزيادة الأرباح .
- القيام بالرقابة المالية وقياس النسب التي تبين كفاءة الدوائر المختلفة ومن الهام جدا ضرورة ان يكون العمل ضمن النسب المعروفة المحققة لأفضل انتاج .
(ب) من وجهة نظر المستثمر: ويمكن تحقيق الأهداف التالية للمستثمر:
- معرفة القوة الإيرادية للمنشأة وقدرتها على تحقيق الربح لأن المستثمر يهمه دائما ان يكون الربح اكثر وفي ازدباد والا فلم يستثمر في هذا القطاع دون غيره
- معرفة قوة السيولة النقدية في المنشأة في سبيل تعزيز قوتها في وجه أية التقلبات او طفرات في العمل بحيث لا يحدث ضعف في الإنتاج او في تقديم الخدمة وايضاً توفر السيولة في المنشاة يحقق التطوير وزيادة الإنتاج ورفع مكانتها بين المنشآت المماثلة والمنافسة .
- تمكن المستثمر من زيادة المعرفة في الاستثمارات المثيلة المناسبة وتوفر له القدرة على زيادة دخله في مجالات مضمونة او اقرب ما تكون المثالية بين الأوساط التجارية المختلفة .
(ج) من وجهة نظر المقرض: يوفر التحليل المالي للمقرض ما يلي:
- معرفة درجة السيولة المتوفرة في المنشأة كي يستمر دعمها وعدم الخوف من وضعها المالي او من عدم قدرتها على الوفاء بالإلتزامات مما يحدث ضعف في القوة التنافسية ولذا فالمقرض يهمه جدا القوة الذاتية للمؤسسة على الوفاء بإلتزاماتها وهذا يجنب المنشأة قيام المقرضين بسحب أرصدتهم وأموالهم منها.
- معرفة قوة المنشأة على السداد في المدى البعيد مما يتيح إمكانية الاستثمار أو زيادته في المنشأة نفسها أو المنشآت المثيلة دون خوف على أموالهم.
(د) من وجهة نظر الجهات الرسمية:
تمكن الجهات الرسمية من الاستفادة من التحليل المالي في سبيل تحقيق أهدافها العامة ومنها:
- متابعة نمو المنشآت المختلفة وخاصة الصناعية منها والزراعية كزنها قطاعات انتاجية وليس خدمية متذبذبة مما يحقق التخطيط السليم للبرامج التي ستقوم بها الدولة تجنباً للإقتراض وزيادة الأعباء عليها .
- معرفة مقدار الضرائب والرسوم الواجب توريدها لخزينة الدولة.
- التمكن من القيام بعملية التسعير والرقابة الإجرائية على مراحل البيع المختلفة للسلعة.
وهذا امر مهم للمنتج والمستهلك بحيث يتميز سعر السلعة بالثبات ولا يخضع للجزافية في التقدير وانما على اسس ودراسات علمية .