وطنا اليوم ـ حمزه المرعب الصقور
لكل زمان تأثير واضح على اللجة المحلية ، فكل حضارة كانت تتميز بلغة ولهجة معينة ، والاردن كغيره من دول الكوكب التي عاصرت الكثير من الحضارات ، يتميز بلغة ولهجة ميزتها عن باقي الامم عاشت منتقاه لتتطور منذ الاف السنوات وتحديدا في عهد الأنباط .
ففي عهدهم كانت احدى اللغات الرسمية السامية هي اللغة الارامية التي انتشرت انتشارا كبيرا فيما قبل الميلاد ، وصولا الى مراحل مبكرة من التاريخ الاسلامي .
كانت لغة الأنباط الرسمية هي اللغة الآرامية (بلهجة نبطية) لكنهم كانوا يتحدثون اللغة العربية في حياتهم اليومية، وهو ما يستدل عليه من النقوش والواجهات الخاصة بالمدافن الخاصة بالأنباط في مدائن صالح وجنوب الأردن؛ إذ كتبوا النقوش بلهجة عربية بحرف آرامي ، وان تلك النقوش كانت توجد في العديد من المناطق لكنها لم تكن واضحة ولم يكن أحد يهتم بها حتى إنها لم يكن لديها قواعد واضحة،
ويرى بعض اللغويين أن الفارق اللغوي بين لغة النبط ولغة قبيلة قريش فارق شديد؛ حيث يستحيل أن تنحدر اللغة العربية من اللغة النبطية .
فمن هنا نجد انه من ذلك الحين الى يومنا هذا هنالك سر مخفي في التراكيب والمفردات ، واعادة احيائها من جديد يتطلب العمل بشكل مستمر لتكثيف الجهود من اجل احصاء هذه المفردات والتراكيب لتكون دارجة بين السنة ابناء هذه المناطق التي سكنها الاراميون .
الشاب الاردني بكر الرقاد الذي استطاع بكل اصرار وتحد جمع اكثر من 2500 كلمة للغة الحضارة النبطية التي سكنت الاردن لفترة طويلة من الزمن والتي تركت خلفها اهم احدى عجائب الدنيا السبع وهي البتراء الاردنية جنوب الاردن .
بكر الرقاد هذا الشاب المفعم بالامل والعزيمة والعطاء يؤكد بانه يمتلك القدرة الأكاديمية الكافية ومهارات البحث العلمي التي تؤهله لأن يبحث ويجمع ما يستطيع من اجل احياء هذه اللغة من جديد .
وصرح الرقاد أن الاردن جعل مني شخصا يكتشف بأن الاردن متحف مفتوح وحضارات متعاقبة تركت اثرا كبيرا يدل على اان الاردن كنز من الحضارات القديمة التي سكنته .
فالدولة تستحق ان نهتم بها وبتراثها وحضاراتها التي سكنتها وبكل من مر فوق الارض الاردنية وترك خلفه الأثر الطيب والابداعات والابتكارات والعجائب .
واضاف انه ثابر واجتهد بكل ما اوتي بقوة من اجل أن يصل الى منتج يساهم في توثيق التاريخ الاردني في الكثير من الجوانبي التي غابت عن عن كل باحث مر على الارض الأردنية .
وانه وقبل ثلاثة سنوات من اليوم قدم الى أول محاولة له ليتكلم بها باللغة النبطية اللغة التي اندثرت بين جبال البتراء وصخورها .
كما وانه بدأ برحلة جمع الكلمات ترافقها فك الرموز والنقوش المترامية على اطراف وعمق المدينة الوردية مع بعض الكتب الاثرية القديمة الثقيلة التي وجدت بها هذه اللغة .
مؤكدا في الوقت نفسه على عدم وجود معاجم او قواعد ثابتة تحدد هذه اللغة وتاريخها ، فكل هذه التحديات جعلتني ابذل كل ما اوتيت من جهد من أأجل احياء هذه اللغه ، حيث تم جمع ما يقارب 2500 كلمه نبطية استطت من خلالها أن أجد سبيلا نضع به قاعدة الأساس لبناء انطلاقة من جديد لهذه اللغه .
مضيفا انه اقترب من مرحلة انتقالية جديدة تشكل لغة حوار ومعنى ، وجزء من الشعر والأدب ، واننا نحاول جاهدين استرجاع جزء مهم من تاريخ الاجداد .
وان مصلحة الوطن وتريخه فوق اي اعتبار وواجب علينا البحث بكل فوة من أجل تجذير هذا التاريخ والارث الكبير ،
فنحن من أطلق علينا الأشوريون لقب ” العرب ” ” عرب الشمال ” احفاد غسان وجذام وقضاعه وبلي وغيرهم .
فواجب التجذير واجب علينا نحن الاردنيون فمن ليس له تاريخ لن يكون له مستقبل .