فتحي الجغبير.. صوت صناعي وطني يدافع عن الأردن في وجه حملات التجني

4 أغسطس 2025
فتحي الجغبير.. صوت صناعي وطني يدافع عن الأردن في وجه حملات التجني

وطنا اليوم-خاص-في زمنٍ تتكاثر فيه حملات التشويه والتحريض ضد الدول الملتزمة بمواقفها الأخلاقية والقومية، يبرز صوت وطني مسؤول، يدافع بثبات ووعي عن الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ويكشف زيف محاولات النيل من دور المملكة. هذا ما عبّر عنه رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان، المهندس فتحي الجغبير، الذي قدّم موقفًا صلبًا يعكس انتماءً عميقًا ويؤكد أن دعم الأردن لغزة ليس موضع شك، بل خيار وطني لا يقبل النقاش.

الجغبير، في بيانه الأخير، لم يدافع عن الأردن فحسب، بل عبّر عن مشاعر كل أردني يشعر بأن وطنه يُطعن في ثوابته. وصفه لما تتعرض له المملكة من حملات تشويه بأنه “ظلم وإنكار مرفوض” لم يكن مجرد توصيف سياسي، بل كان تعبيرًا عن غضب شعبي من محاولات تقزيم الدور الأردني، وطمس حقيقة الجهود التي تبذلها القيادة الأردنية، وفي مقدمتها جلالة الملك عبد الله الثاني، في دعم صمود الأشقاء في غزة.

المهندس الجغبير قدّم مثالاً على تفاعل القطاع الصناعي الأردني مع الأزمة منذ بدايتها، حيث أطلقت غرف الصناعة حملة واسعة لجمع التبرعات المالية والعينية في 9 تشرين الأول 2023، بالتنسيق الكامل مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية. هذا التنسيق لم يكن شكليًا، بل مثّل نموذجًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص، في إطار العمل الإنساني الوطني. لقد جسّد الصناعيون الأردنيون، بقيادة غرفهم، أن الانتماء لا يكون بالشعارات، بل بالفعل والتضحية.

وفي ظل تعرض بعض السفارات الأردنية لاعتداءات غير مبررة، جاءت تصريحات الجغبير لتضع الحد الفاصل بين النقد المشروع والتشويه المتعمد. فالهجوم على مؤسسات الدولة، كما أشار، هو طعن مباشر في الموقف الرسمي والشعبي الراسخ، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه، ولا يُمكن قبوله تحت أي ظرف. لقد عبّر الجغبير بوضوح أن الأردن، بقيادته وشعبه، لا يتعامل مع دعم غزة كموقف مؤقت أو خاضع للضغوط، بل كالتزام تاريخي وأخلاقي لا مساومة عليه.

ربما كانت العبارة الأكثر دلالة في حديثه، تأكيده بأن “الوقوف إلى جانب غزة لم يكن يوماً محل مساومة، بل خيار وطني لا نقاش فيه”. فهذه الكلمات لا تحمل فقط موقفًا سياسيًا، بل تحمل رؤية وهوية. فالأردن، دولة وشعبًا، لم يساوم يومًا على مبادئه، ولم يتاجر بقضية فلسطين، بل كان دومًا في مقدمة الصفوف، يدفع من استقراره، ومن اقتصاده، وحتى من علاقاته، في سبيل أن يبقى موقفه منحازًا للحق.

في هذا السياق، يمثل موقف الجغبير دفاعًا أصيلًا عن الأردن، ويكشف زيف الحملات التي تحاول تشويه صورته. فحين ينطق الصناعي الوطني بلسان الوطن، يدرك الجميع أن المعركة ليست على الجبهة السياسية فقط، بل على جبهة الوعي والرأي العام. وهنا، يثبت الجغبير أن الموقف الوطني لا يحتاج إلى منصب سياسي، بل إلى إحساس بالمسؤولية تجاه البلد وقضاياه الكبرى.

هكذا يجب أن تُفهم تصريحات الجغبير: نداء وطني شجاع في وجه موجة من التجنّي، وإعلان واضح بأن الأردن لن يقبل أن يُختزل تاريخه، ولا أن يُنكر دوره، ولا أن يُزايد عليه أحد في مسألة تتعلق بفلسطين وغزة، التي كانت وستبقى في وجدان الدولة الأردنية وضميرها الجمعي.