مازن القاضي… هل سيكون رئيساً لمجلس النواب أم موظف دولة برتبة معالي؟

40 ثانية ago
مازن القاضي… هل سيكون رئيساً لمجلس النواب أم موظف دولة برتبة معالي؟

الكاتب ماجد ابو رمان

في الأردن، لا يُختار رئيس مجلس النواب صدفة، بل وفق ميزانٍ دقيق: من لا يُخيف أحدًا، ولا يُربك المشهد.
ومازن القاضي هو تمامًا هذا الرجل؛ إداري هادئ من مدرسة “الولاء أولًا”، لا يحب الضوء ولا يصنع ضجيجًا، لكنه يحسن الوقوف في الصف.

اختياره ليس تكريمًا، بل إشارة إلى المرحلة:
نريد انضباطًا لا رقابة، وهدوءًا لا حوارًا، ورئيسًا لا يُوجع الرأس.

ورغم كل ذلك، لا يمكن إنكار أن في القاضي كاريزما الهدوء، ووقارًا يشبه هيبة الأب الذي لا يرفع صوته، لكنه يُفهم بالإشارة.
في حضرته، تشعر أن الكلمات تُرتّب نفسها قبل أن تخرج، وكأن للرجل جاذبية السلطة المغلفة بالأدب.
ذلك الغموض الهادئ الذي لا يُفسَّر… بل يُحترم.

يُقال إنه يعقد لقاءاتٍ “هادئة” مع صحفيين وكتّاب في الغرف المغلقة، حديثٌ بلا كاميرات… وكأن الشفافية تُخيف أكثر من النقد نفسه.

قبل القاضي، كان أحمد الصفدي الذي كاد أن يكون مدرسة سياسية برلمانية، لولا أنه سبق زمنه، فسبقه سيف العذل.
ويُشاع اليوم أنه يعيش حالة من العزلة السياسية – خبر غير مؤكد – لكنها عزلة تُشبه النفي الناعم لكل من حاول أن يكون أكبر من المقاس المرسوم له.

القاضي اليوم ليس رئيسًا بقدر ما هو موظف دولة برتبة معالي،
جاء ليُحافظ على النظام الداخلي لا ليحرّك النظام العام.

ومع ذلك، يبقى حضوره لطيفًا، وصوته هادئًا كمن يمارس السلطة بلا صخب،
كمن يُدير المشهد بلمسة حرير في زمن المطارق.

وهكذا يبقى السؤال معلقًا كحسرة:
متى نرى رئيسًا يخرج من رحم الناس لا من رحم الأنابيب؟
ومتى يُختار من يرفع الصوت… لا من يُخفض الرأس؟