نتنياهو: المعركة لم تنته في غزة والمنطقة

45 ثانية ago
نتنياهو: المعركة لم تنته في غزة والمنطقة

وطنا اليوم:جدد رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الخميس، تحذيره الحاد بأنه سيواصل حملته العسكرية حتى تحقيق “كل أهداف الحرب”، مؤكداً في الوقت نفسه التزام حكومته بإعادة رفات جميع المحتجزين القتلى.
واعتبر مراقبون أن تصريحات نتنياهو تشكل رسالة مزدوجة موجهة للداخل والحلفاء الخارجيين على حد سواء.
قال نتنياهو في تصريح موجز إن “الحرب لم تنتهِ بعد” وأن حكومته “ستعمل على تحقيق كل أهداف الحرب”.
وتأتي هذه العبارة لتؤكد أنه لا يرى اتفاقيات وقف النار أو الهدنات الجارية نهاية للمرحلة العسكرية، بل مرحلة يمكن أن تتبعها خطوات إضافية إذا لم تتحقق الأهداف المرجوّة.
وتُقرأ هذه اللغة التصعيدية كإشارة داخلية تهدف إلى طمأنة القاعدة السياسية اليمينية التي تطالب بمزيد من الحزم، فضلاً عن أنها رسالة تحذير للطرف الآخر بأن أي خروقات أو تأخير في تنفيذ التزامات قد تؤدي إلى عودة العمليات.

التزام بإعادة الجثامين: حس إنساني وسياسي
في تصريح موازٍ، شدّد نتنياهو على أن حكومته “ملتزمة بإعادة جميع جثامين المحتجزين القتلى”، مؤكداً أن هذا الالتزام سيُعامل كأولوية إنسانية وسياسية في أي تحرك مستقبلي.
ويبدو أن إعلان التعويض الرمزي والعملي عن سيطرة السردية الميدانية يهدف إلى مخاطبة شرائح واسعة من الرأي العام التي تعتبر ملف الرفات أمراً ذا حساسية وطنية وإنسانية بالغة.

“الثمن سيكون باهظاً”: تهديد وتعبئة داخلية
اختتم نتنياهو تصريحاته بتحذير قوي: “كل من يحاول المس بنا سيتكبد ثمناً باهظاً”.
وتُعدّ هذه العبارة تهديداً صريحاً لا يكتفي بكونه مجرد خطاب سياسي، بل يحمل طابع تحذيري قد يسبق خطوات عسكرية أو عملياتية، وهو ما قد يزيد من حدة التوتر على الأرض ويضع الوسطاء والداعمين الدوليين أمام اختبار قدرتهم على احتواء أي تصعيد.

تداعيات على المسار التفاوضي والإنساني
يرجح محللو شؤون الشرق الأوسط أن مثل هذه التصريحات ستؤثر سلباً أو إيجاباً على مسارات الوساطة حسب رد فعل الطرف الآخر والوسطاء الإقليميين والدوليين.
فمن ناحية، تشكّل عبارات الحزم ضغطاً للحصول على تنازلات أو تنفيذ بنود متفق عليها، ومن ناحية أخرى قد تُقوّض ثقة الطرف المقابل وتزيد من احتمالات تعليق الاتفاقات مؤقتاً أو استئناف العمليات العسكرية.
و تأتي تصريحات نتنياهو الأخيرة تجمع بين لغة القوة والالتزام الرمزي؛ فهي تؤكد عزمه على مواصلة الجهود العسكرية حتى تحقيق الأهداف المعلنة، وفي الوقت نفسه تضع ملف إعادة الرفات في موقع مركزي من الحسابات السياسية.
ومع اشتداد هذا الخطاب، تبقى الوساطات الإنسانية والدبلوماسية مرشحة للعب دور حاسم في منع انزلاق الوضع نحو مزيد من التصعيد، خاصة إذا تم التوفيق بين الضغوط الميدانية والضغوط الدبلوماسية لإيجاد مخرج يوازن بين المطالب الأمنية والاحتياجات الإنسانية.