بقلم المحامي حسين احمد الضمور
حين يبتعد الفكر عن جادة الصواب، ويُستبدل بالسطحية والتقليد الأعمى، يصبح الانحراف الثقافي والفكري أداة هدم صامتة للمجتمع.
فالانحراف ليس فقط في السلوك، بل يبدأ من الفكرة التي تُزرع في العقول، ثم تُزيَّن للناس تحت شعار “التجديد” أو “الحرية”، حتى تُفرغ القيم من مضمونها.
المجتمع المائع لا يعرف ثوابت ولا مرجعيات، تتحكم به الأهواء العابرة والموضات الزائلة، ويصبح فيه كل شيء قابلاً للنقاش حتى المقدسات، ويضيع فيه الحق وسط ضجيج الباطل.
إن أخطر ما يُصيب الأمة أن يتربى جيل على ثقافة بلا هوية، وفكر بلا أصول، فينشأ هشًّا متذبذبًا، يتأرجح بين الشرق والغرب، لا يعرف من هو ولا ماذا يريد، فيسهل قيادته وتوجيهه.
الوقاية من هذا الانحراف لا تكون إلا بالوعي والتمسك بالقيم الراسخة، وبناء فكر نقدي رصين يميز بين الحق والباطل، وبين الأصالة والدخيل، وبين الحرية المسؤولة والانفلات المدمّر.
فالمجتمع القوي هو الذي يصون عقله وثقافته، ويُحصّن أبناءه بالعلم الصحيح والفهم العميق، ليبقى ثابتًا أمام الرياح، راسخًا أمام العواصف، لا تذوبه الشعارات ولا تميعه الأهواء.
#محتويات #السوشل #ميديا #الهابطة #انموذج.