بقلم الدكتوره هند جمال فالح الضمور رئيسة قسم الشؤون النسائية الكرك تكتب
فقيرٌ هو من يملك المال فقط، يتفاخر بأرصدةٍ وأملاك، لكنه يفتقد زاد الروح وكرامة النفس. وغنيٌّ بحق هو من يملك الأخلاق، يجعلها زينته قبل أي مكسب، فهي التي ترفع قدره في القلوب، وتُكسبه احترام الناس، وتجعله عزيزًا حتى وإن قلّ ماله.
الأخلاق رأس مالٍ لا يفنى، وهي الثروة التي لا تُشترى ولا تُقاس بالأرقام. من اتّصف بها عاش كريمًا، ومن حُرمها بقي فقيرًا مهما كبرت خزائنه.
وإذا اجتمع المال مع الأخلاق، كانت تلك نعمةً يتفضل الله بها على عباده الصالحين، فيجعل منهم قدوةً في العطاء، يَسُدّون حاجة المحتاج، ويقيمون بالمال ميزان العدل، فلا يستبدّون به، بل يسخّرونه في الخير.
المال بلا أخلاق قد يفسد صاحبه، أما الأخلاق بلا مال فهي تظل تاجًا يُزيّن المرء، ويكملها الرزق الحلال إن جاء. وكلاهما معًا، حين يُبارَك فيهما، يتحوّلان إلى قوةٍ للإنسان ووطنه ومجتمعه.
فلتكن الأخلاق أساسنا، والمال وسيلتنا، لا العكس. فالأخلاق تحفظ المال، أما المال فلن يشتري يومًا خُلُقًا ضاع.