وطنا اليوم:نظمت الجمعية الأردنية للعلوم السياسية والجامعة الهاشمية وبالتعاون مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ضمن جهودهما الهادفة إلى تعزيز الثقافة السياسية الإيجابية وتنمية الوعي الوطني لدى الطلبة نظمت الجمعية الأردنية للعلوم السياسية وعمادة شؤون الطلبة / دائرة الهيئات الطلابية والأنشطة الحزبية بالتعاون مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، جلسة نقاشية بعنوان:
“مشاركة طلبة الجامعات في العمل الحزبي: بين الواقع والمأمول”، وذلك في قاعة البترا، بحضور نخبة من الأكاديميين والمختصين، وجمع من الطلبة المهتمين بالشأن السياسي والعام.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الأستاذ الدكتور باسل المشاقبة / عميد شؤون الطلبة بالحضور والمشاركين في الندوة، مؤكداً أن الجامعة ليست مجرد حاضنة للمعرفة الأكاديمية، بل هي أيضاً فضاء لتشكيل الوعي السياسي وتنمية الشخصية الوطنية المتوازنة ، وأن المشاركة السياسية الواعية من قبل الطلبة هي ركيزة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي متماسك، والجامعة تؤمن بدورها كمؤسسة تربوية وتنموية تسهم في إعداد جيل يمتلك أدوات التفكير النقدي، وقادر على ممارسة العمل السياسي والحزبي ضمن أطر قانونية ومسؤولة.
وأشار الدكتور المشاقبة إلى أن ممارسة العمل الحزبي في الحرم الجامعي تتم وفق تعليمات تنفيذية تنسجم مع الرؤى الملكية السامية لتعزيز التحديث السياسي، حيث يمكن للطلبة تقديم طلبات تنظيم الأنشطة الحزبية من خلال الدوائر المختصة ويتم الرد عليها خلال عشرة أيام عمل، مما يضمن حرية التعبير وحقوق التنظيم ضمن بيئة تعليمية متزنة وآمنة.
من جانبه أكد الدكتور خالد شنيكات رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية أن العمل الحزبي ليس مجرد انتماء شكلي أو وقتي، بل هو التزام وطني طويل الأمد، يتطلب وعياً سياسياً ونضجاً فكرياً ومعرفة بحقوق المواطن وواجباته ، كما أوضح أن العمل الحزبي لا يقتصر على الانتخابات أو الترويج، بل هو بناء فكري ومؤسسي متواصل، يبدأ من الإيمان بأهمية المشاركة ويستمر بالعمل ضمن برامج واضحة تعالج قضايا المواطن وهمومه وصولاً إلى الحكومة البرلمانية، وأضاف على الشباب أن يتجاوزوا النظرة السلبية أو المحايدة تجاه السياسة، فالصمت تجاه القضايا العامة يُضعف الديمقراطية، ونحن بحاجة إلى شباب يمتلكون القدرة على الحوار، وتقديم الرأي، والعمل الجماعي والانتقال من مربع التلقي إلى مربع التأثير.
من جانب آخر قال الدكتور صلاح المشاقبة من الجمعية الأردنية للعلوم السياسية: نحتاج لأحزاب تعبّر عن طموحات الشباب ، مؤكداً أن الشباب هم عماد الدولة الحديثة، وهم الأقدر على إحداث التغيير الإيجابي داخل بنية العمل الحزبي في الأردن. وقال: لا يمكن الحديث عن إصلاح سياسي حقيقي دون أن يكون للشباب دور مركزي فيه، ولا يمكن لهذا الدور أن يتجذر دون تفعيل مشاركتهم في الحياة الحزبية، نحن بحاجة إلى أحزاب تستوعب أفكار الشباب، وتفسح المجال أمامهم للتعبير والمبادرة والمشاركة في صياغة السياسات، كما دعا الجامعات إلى فتح مساحات أكثر للتثقيف السياسي وتنظيم أنشطة حزبية منضبطة، تساهم في بناء ثقافة حزبية قائمة على الاحترام والتعددية والانتماء الوطني.
هذا وأدار الندوة كل من الدكتور عبدالله الزواهرة / أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، والدكتور أيمن عليمات / مساعد عميد شؤون الطلبة ومدير دائرة الهيئات الطلابية والأنشطة الحزبية، حيث أكدا في مداخلاتهما على أن الجامعات تمثل بيئة نموذجية لصناعة القادة ورفع الوعي السياسي لدى الطلبة، وأن العمل السياسي داخل الحرم الجامعي لا يتعارض مع العملية التعليمية، بل يعززها إذا ما تم ضمن أطر قانونية وتنظيمية واضحة.
شهدت الندوة تفاعلاً مميزاً من قبل الطلبة الذين أبدوا اهتماماً واضحاً بمحاور الندوة ، وطرحوا تساؤلات ومداخلات تتعلق بواقع الأحزاب السياسية في الأردن، ومدى جاهزيتها لاستيعاب الطاقات الشبابية، وآليات تنظيم العمل الحزبي داخل الجامعة، إلى جانب استفسارات حول العلاقة بين التعليم العالي والانخراط في الشأن العام.
اختُتمت الندوة بالتأكيد على مجموعة من الرسائل والتوصيات أبرزها: ضرورة استمرار عقد الندوات السياسية والتوعوية داخل الجامعات، كوسيلة لترسيخ ثقافة الحوار والانخراط في الشأن العام، وتشجيع الطلبة على الانخراط المنظم في الأحزاب السياسية، بما يعزز من مشاركتهم في صياغة القرار الوطني، ورفض الحياد السلبي تجاه السياسة والدعوة للانتقال إلى دور المشاركة الواعية والفاعلة، إضافة إلى دعم الجامعات لدور الطلبة السياسي عبر بيئة حاضنة وآمنة تكفل حرية التعبير ضمن احترام الأنظمة والقوانين.