بقلم: د. سعيد محمد ابو رحمه
أثارت تصريحات الأمين العام المساعد لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، التي قال فيها إن لا حياة في بيروت إذا حاولت الحكومة نزع سلاح الحزب، موجة من الجدل والقلق داخليًا وخارجيًا. التصريحات التي اتخذت طابعًا تحذيريًا حادًا، تؤشر إلى مرحلة جديدة في خطاب الحزب تُنذر بمخاطر على الاستقرار الداخلي في لبنان.
حيث يحمل تصريح قاسم رسائل واضحة بأن السلاح ليس فقط خطًا أحمر بل وسيلة لفرض الإرادة، حتى ضد الدولة اللبنانية نفسها، مما يقوّض مبدأ سيادة الدولة.
يتحول خطاب الحزب إلى حماية مكتسبات السلطة والنفوذ، لا مشروع وطني جامع. أي من مقاومة إسرائيل إلى مقاومة الداخل.
وتأتي هذه التصريحات وسط دعوات دولية متزايدة لتطبيق القرار 1559 ونزع سلاح الميليشيات. قاسم يبعث برسالة أن تنفيذ هذا القرار قد يشعل صراعًا داخليًا.
أبعاد التهديد:
– لا يخفى أن السلاح بات وسيلة الحزب للتحكم في مسار السياسة اللبنانية، وعرقلة أي محاولة للإصلاح أو إعادة التوازن.
ـ يحذّر الحزب القوى السياسية من السير خلف الدعوات الدولية، ويوجه إنذارًا مبكرًا لمن يفكر في تحدي سلاحه.
ـ اللهجة التصعيدية تشير إلى شعور الحزب بتغير البيئة الداخلية والخارجية، خاصة مع تراجع شعبيته في بعض الأوساط اللبنانية.
السيناريوهات المحتملة
– في حال حاولت الحكومة فعليًا مواجهة سلاح الحزب، قد نشهد تصعيدًا أمنيًا محدودًا ورسائل ضغط.
– تصريحات كهذه تُعمّق الانقسام بين القوى السيادية وتلك المتحالفة مع حزب الله.
– استمرار الحزب في تهديد الدولة قد يعزز المطالب بتدويل الملف اللبناني ووضع سلاح الحزب تحت رقابة دولية.
إن تصريحات نعيم قاسم تمثل منعطفًا في خطاب حزب الله، وتكشف عن أزمة داخلية يواجهها الحزب في ظل تصاعد الضغوط لإعادة الاعتبار للدولة اللبنانية. الخيار اليوم ليس بين السلم والحرب فقط، بل بين دولة موحدة وسيادة، أو مشروع موازٍ يُبقي لبنان رهينة سلاح غير شرعي.