د. مصطفى عيروط
في التاريخ عبر لمن يريد أخذ العبر فالسياسي أو القائد في بلده أو الإداري في مكانه قد يظن أنه ملهم وقادر على فرض إرادته وما يتخيله معتمدا على القوة فسرعان ما يجد نفسه وحيدا أمام التاريخ فالفاشل المصاب بالغرور السياسي ويتجاهل ميزان القوى على المدى الواقعي والبعيد والتطرف الايدلوجي يعزل اي دوله تقاد من متطرفين عن محيطها ويستعدي العالم فالشعوب اليوم أكثر وعيا نتيجة الإعلام المجتمعي المؤثر وقنوات التواصل الاجتماعي والإعلام المفتوح وترفض القهر والقتل والتجويع والحرمان وتريد السلام والتنميه والتعاون الإيجابي والفاشل يفتح جبهات متعدده سياسيا وأمنيا وهذا يرهق اي قوة مهما بلغت ويؤدي إلى تفتيت الجبهه الداخليه في بلده وصراعات سياسيه ومجتمعيه وهجرات وتدمير اقتصاد بلده وانتشار الفوضى والمخدرات والقتل والعنصرية والانحلال الأخلاقي ومصائب كثيره
فدروس التاريخ واضحه لمن يقرأ ومن واجب مراكز الأبحاث والإعلام المهني تقديم عبر التاريخ للجميع بأن التطرف والغرور البدايه لكنه سم النهايه ومهما بدت القوة مطلقه في لحظه فقد تنهار حين ينفصل المتطرف والمغرور عن الواقع فادولف هتلر مثال واضح في القرن العشرين الذي جمع بين قوميه متطرفه وعنصريه عرقيه وغرور فحقق انتصارات مذهله في سنوات قليله لكن الغرور والتعالي والتطرف دفعه إلى فتح جبهات متعدده من روسيا شرقا إلى أفريقيا متجاهلا الواقع الاستراتيجي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي فاستنزفت قوته وسقط نظامه بشكل مدو وتجرع السم
ونابلبون بونابرت سبقه على نفس الطريق بذكاء عسكري وبراعه تنظيميه جعلته سيد اوروبا لكنه ظن أن القاره ستخضع بالكامل لطموحاته فكانت حملته على روسيا بداية النهايه
فعبر التاريخ يتكرر بمشهد واحد مهما اختلفت الازمنه والأماكن فاي زعيم يمتلك القوه والقدرة ولكنه يختار أن يسير وراء عنصريته وجشعه في التوسع فينتهي به الأمر حتما إلى الانهيار والهزيمه ومن يقرأ تاريخ بلاد الشام يعتبر والإداري الناجح اي فائد ناجح يأخذ العبر ويقرأ ولا يقع في فخ الاوهام وغرور القوه والتطرف
وقرأت بتمعن عن الذين دخلوا بلاد الشام وارجو قراءة عنهم
1. الآشوريون والبابليون
سيطروا على أجزاء واسعة من الشام قديمًا، لكن إمبراطورياتهم انهارت أمام الفرس ثم الإغريق.
2. الإسكندر المقدوني وخلفاؤه السلوقيون
دخل الإسكندر الشام بسهولة، لكن حكم السلوقيين فتفكك أمام الرومان بسبب الصراعات الداخلية.
3. الرومان والبيزنطيون
حكموا الشام قرونًا، لكنهم انهزموا أمام الفتح الإسلامي في معركة اليرموك (636م).
4. الصليبيون
أسسوا ممالك في الشام خلال القرن 11 و12، لكنهم طُردوا على يد صلاح الدين الأيوبي والمماليك.
5. المغول
اجتاحوا الشام في القرن 13 ودمروا مدنًا، لكنهم هُزموا في معركة عين جالوت سنة 1260.
6. العثمانيون
حكموا الشام أكثر من 400 سنة، ثم انهارت دولتهم مع نهاية الحرب العالمية الأولى.
7. الاحتلال الفرنسي
سيطر على سوريا ولبنان بعد الحرب العالمية الأولى، لكنه خرج تحت ضغط المقاومة والحركات الوطنية
فالخلاصة التاريخية:
الشام دائمًا أرض عبور الحضارات،. موقعها الاستراتيجي وثقلها الحضاري جعلها هدفًا دائمًا، لكن من يأتِ إليها بالقوة، يرحل في النهاية فهذا من عبر التاريخ طال الزمن ام قصر.