بقلم: المحامي الدكتور عبد الله أحمد خالد الخصيلات
في الثاني عشر من آب من كل عام، يحتفل العالم بالشباب، لكن في الأردن، هذا الاحتفاء ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو نهج راسخ تبنته القيادة الهاشمية منذ تأسيس الدولة، فالشباب هنا ليسوا مجرد شريحة عمرية، بل هم روح الوطن ومحرك نهضته.
لقد أولى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، اهتماماً استثنائياً بالشباب، إدراكاً منهما أن طاقات الأجيال الجديدة هي الاستثمار الحقيقي والأكثر أماناً لمستقبل الدولة. ومن يتأمل مسارات التحديث الثلاث التي أطلقها جلالة الملك، يلمس بوضوح أن للشباب موقع الصدارة فيها، من خلال التشريعات والسياسات التي تعزز مشاركتهم السياسية، وتفتح أمامهم آفاق الابتكار والعمل والإنتاج.
إن شباب الأردن هم الامتداد الطبيعي لمسيرة البناء التي قادها الهاشميون جيلاً بعد جيل. ولعل ما يميز التجربة الأردنية أن القيادة لا ترى في الشباب مجرد متلقّين للفرص، بل شركاء حقيقيين في صناعة القرار، تماماً كما أكد جلالة الملك في قوله:
“إن هويتنا الوطنية الجامعة، التي كانت وستبقى عصب الدولة وعصبتها، بحاجة إلى شباب أردني متقد وملتزم بالوطن يجدد حيوية الدولة واندفاعها ويؤمن بهدف سام هو نهضة الأردن ورفعته ويرى في نفسه الشريك المسؤول والقادر وفي عمله واندفاعه الطريق لتحقيق ذلك”.
إن تمكين الشباب ليس ترفاً سياسياً ولا شعاراً خطابياً، بل هو ضرورة وجودية لأي دولة تسعى للاستمرار والتطور. والشباب الأردني اليوم يثبت، محلياً وعالمياً، أن الرؤية الهاشمية في الاستثمار بالإنسان الأردني كانت في مكانها الصحيح، إذ نرى أبناء الوطن يحصدون الجوائز، ويبتكرون الحلول، ويتقدمون في ميادين العلم والعمل والرياضة والفكر.
وفي هذه المناسبة، نقول بثقة إن الأردن ماضٍ على طريق التحديث والبناء، بسواعد شبابه، وعزيمة قيادته، وثوابته الوطنية الراسخة، ليبقى هذا الوطن كما أراده بنو هاشم: حراً، عزيزاً، قوياً.