بقلم المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور
في كثير من المجالس والحلقات، نجد أن من يستحقون الكلمة الحكيمة والقرار الصائب هم أكثر من يصمتون، لأنهم يدركون قيمة الوقت ومكان الكلمة، ويعرفون أن التسرع بالكلام قد يضر أكثر مما ينفع.
ولكن في المقابل، نجد أن بعض الأشخاص، رغم قلة علمهم وضعف حكمتهم، يرفعون أصواتهم، ويتصدرون المشهد، وكأنهم هم المعيار الوحيد للحكمة والقيادة.
صمت العقلاء لا يعني ضعفهم أو رضوخهم، بل هو اختيار واعٍ للحكمة، وعدم الرغبة في الدخول في جدالات لا طائل منها.
لكن هذا الصمت يجب ألا يتحول إلى ذريعة للغباء والفوضى، ولا إلى تبرير لتصدر غير الأكفاء.
العاقل الحقيقي هو من يعرف متى يتكلم، ومتى يصمت، ولكنه في الوقت نفسه لا يسمح لمن لا يستحق أن يهيمن على المشهد ويشوّش على مسيرة التقدم.
لذا، على العقلاء أن يوازنوا بين صمتهم وحضورهم، وأن يكونوا صوت الحق في الوقت المناسب، ليعيدوا التوازن، ويضعوا الأمور في نصابها الصحيح.
فالسكوت عن الخطأ قد يكون بمثابة موافقة ضمنية عليه، وبالتالي فإن مسؤولية العقلاء لا تقلّ عن مسؤولية المتحدثين، بل قد تكون أكبر لأنهم أصحاب البصيرة.
في النهاية، المجتمعات تحتاج إلى من يتكلمون بحكمة، وإلى من يصمتون بحكمة، لكن الأهم ألا يتركوا مجالاً للغباء والفوضى لتسيطر على الحوارات والمجالس.