اللباس الشرعي بين الاعتدال والتمييع

41 ثانية ago
اللباس الشرعي بين الاعتدال والتمييع

كتبت الدكتوره هند جمال الضمور رئيسة قسم الشؤون النسائية/الكرك
…اللباس الشرعي للمرأة المسلمة ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو التزام شرعي يعكس مقاصد الدين في الستر والعفاف. وهو اللباس الذي يستر العورة، ويكون واسعًا غير شفاف، لا يصف حجم الجسم، ولا يحمل صفات التشبه بالرجال أو بالكافرات، ولا يكون مطيبًا يجلب الأنظار.

والاعتدال في اللباس يعني التوسط بين الإفراط والتفريط، فلا يكون ضيقًا يصف ولا فضفاضًا مبالغًا فيه إلى حد يسبب الإحراج أو يمنع الراحة، ولا يكون مزخرفًا أو مزينًا بألوان صارخة تثير الانتباه.
فالاعتدال هو أن يجتمع الستر مع الجمال البسيط، وأن يظل اللباس أداة طاعة لا وسيلة فتنة.

أما التمييع، فهو تجاوز حدود الشرع في اللباس، كأن يكون ضيقًا جدًا، أو شفافًا، أو مزخرفًا بما يلفت النظر، أو فيه تشبه بألبسة الرجال أو الكافرات، أو مطيبًا يثير الانتباه.
هذا التمييع يفرغ الحجاب من معناه، ويحوّله من عبادة إلى مجرد زي فاقد لجوهره.

إن الحجاب الشرعي ليس قيدًا، بل هو حماية وكرامة، ووسيلة لحفظ المجتمع من الانحراف، وصون المرأة من أعين المتربصين. فالاعتدال فيه هو صمام الأمان بين الإفراط والتفريط، وهو السبيل للحفاظ على أصالة هذا الفرض الرباني.